موسكو تؤكد على "جذور الصراع" في أول تعليق روسي على خطة ترامب للسلام في أوكرانيا
أكد الكرملين اليوم الخميس أنه يجب على أي خطة سلام لأوكرانيا أن تعالج الأسباب الجذرية للصراع. صرح بذلك ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، رداً على تقارير حول خطة سلام جديدة أعدتها الولايات المتحدة.
جاء تصريح بيسكوف في الوقت الذي كشفت فيه وسائل إعلام أمريكية عن خطة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
لا مفاوضات حالية مع واشنطن بشأن خطة السلام
أوضح بيسكوف أنه على الرغم من وجود اتصالات مع الولايات المتحدة، لا توجد حالياً مفاوضات بشأن خطة سلام من هذا القبيل.
أشار إلى أنه لا يمكن إضافة أي جديد حول حوار موسكو وواشنطن بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، بخلاف ما نوقش خلال قمة ألاسكا بين بوتين وترامب في أغسطس.
أحجم المتحدث عن التعليق على ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اطلع على تفاصيل خطة السلام الأمريكية.
تفاصيل الخطة الأمريكية المقترحة
تتضمن الخطة المقترحة، والتي يقال إن ستيف ويتكوف مبعوث دونالد ترامب وكيريل دميترييف مستشار الكرملين قد صاغاها، شروطاً تتطلب من أوكرانيا التنازل عن أراضٍ تحددها روسيا وتقليص حجم قواتها المسلحة.
وفقاً لتقارير إعلامية، فإن هذه الشروط تتوافق بشكل وثيق مع مطالب روسيا لإنهاء الصراع. كما ستتطلب الخطة أن تتخلى كييف عن فئات معينة من الأسلحة وتقليل المساعدة العسكرية الأمريكية.
قد تشمل الشروط الأخرى الاعتراف بالروسية كلغة رسمية في أوكرانيا ومنح وضع رسمي للفرع الأوكراني للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ردود الفعل الدولية على الخطة
أثارت التقارير حول الخطة ردود فعل دولية متباينة. وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال إن التوصل إلى سلام دائم سيتطلب من "الطرفين الاتفاق على تنازلات صعبة ولكن ضرورية".
ومع ذلك، حذرت كاغا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، من أن أي خطة لكي تنجح يجب أن تحظى بموافقة الأوكرانيين والأوروبيين.
أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عن أن "الأوكرانيين لا يريدون أي شكل من أشكال الاستسلام".
الوضع في أوكرانيا وتحديات السلام
تأتي هذه التقارير في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا وضعاً صعباً على الجبهة الداخلية وفي ساحة المعركة. شنت روسيا هجوماً واسع النطاق في غرب أوكرانيا، استهدف مبانٍ سكنية ومنشآت للطاقة، مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل في مدينة ترنوبل.
أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن الضغط على روسيا غير كافٍ ودعا الحلفاء إلى تكثيف العقوبات وتوفير المزيد من صواريخ الدفاع الجوي.
وفي الوقت نفسه، يواجه زيلينسكي فضيحة فساد متنامية في قطاع الطاقة، مما يمثل أخطر أزمة سياسية في أوكرانيا منذ بداية الحرب.