اخبار سوريا

حسون: هجمات الأسد بمناطق اتفاق سوتشي هي رسائل لتركيا

خروقات مستمرّة يُنفذّها نظام الأسد في محافظة “إدلب” وما حولها من أرياف حماة وحلب واللاذقية شمال غربي سوريا، ضمن اتفاق المنطقة العازلة بين تركيا وروسيا الذي أعلن عنه بمدينة سوتشي يوم 17 / 9 / 2018. ولا سيّما محاولات قوّاته التقدّم على مواقع المعارضة مؤخرًا، مما يُنذر بفشل هذا الاتفاق الذي باركته الجهات الدوليَّة كونه جنّب المنطقة كارثة إنسانيّة محتملة.

وفي تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخباريّة” اعتبر العقيد الركن ”فاتح حسون” قائد “حركة تحرير وطن”، أنَّ الهجمات التي يشنّها نظام الأسد، وداعماه روسيا وإيران في المنطقة منزوعة السلاح، ما هي إلّا رسائل موجّهة للضامن التركي، وقد كان لكلَّ منهم رسالته الخاصّة التي يودّ إرسالها، فإيران أرسلت رسالتها بسبب شعورها بالإقصاء والذي تتوّج “بالقمة الرباعية” في مدينة إسطنبول التي ضمّت فرنسا وألمانيا عوضًا عنها مع تركيا وروسيا (الضامنين لاتفاق أستانة).

وأضاف: أنَّ رسالة الروس كانت بسبب التقارب التركي – الأمريكي الذي يمضي بخطوات سريعة ويبدو ثابتة، وهذا يزعجهم ضمنيًا، ولو كانت تصريحاتهم لا تُوحي بذلك، وأرادوا أن يلفتوا انتباه تركيا لإمكانية تخريبهم ما تم الاتفاق عليه في حال جنحت باتجاه أمريكا، وأمًّا قوًّات النظام فلا حول ولا قوة لها لا بالقرار ولا بالعمل، ولكنها تحتاج لإرضاء داعميها، وأن تثبت وجودها على الأرض بعد ظهور ضعفها وعجزها وبالتالي كانت رسالتها لموالي النظام المحبطين.

ورأى “حسون”: أنَّه “كلّما تقدّم التوافق التركي – الأمريكي بخطوات ثابتة في الملف السوري أصبحت منطقة إدلب في خطر، وازدادت الصعوبات على الضامن التركي الذي يفرض علينا كفصائل أن نسانده في تكتيكه واستراتيجيته وسياسته في سوريا، وإلّا سنكون كشعب مظلوم وقوى ثورة الخاسر الأكبر”.

وأوضح القيادي، أنَّ العمليات المحدودة المنفذة والتي ممكن أن تتكرر هي ضمن إطار “الفعل وردّ الفعل”، أيّ عملية تقابلها عملية، ولمتابعة إنجاح اتفاق قمة سوتشي، لا بدَّ من السيطرة على القوى المنفذّة لهذه العمليات من الطرفين، فمن يسعى لهذا النوع من التكتيك يسعى لنسف الاتفاق بمجمله، ويُراهن على قدرة الضامن التركي على التحكم بـ “ردّة الفعل”، لا سيَّما أنَّه لا يتحكم بـ “الفعل”، مما قد يجعله مضطرًا لاتخاذ خطوات تصعيديّة سياسيًّا وميدانيًّا، وبكلِّ الحالات، فإنَّ الضامن التركي يحتاج لأن يلتزم الروس والإيرانيون والنظام بالاتفاق، وليس هؤلاء فقط، بل كذلك تلتزم بالاتفاق قوى الثورة السورية المتناغمة مع الرؤية التركية، إلى جانب القوى المصنفة ذات التيارات المتعددة، وهذا بحدّ ذاته تحدٍ كبير يحتاج لحنكة في معالجته، وحتّى إنجاح الاتفاق يحتاج إلى تطمين وتهدئة الحاضن الشعبي للثورة وملايين من المدنيين في منطقة إدلب.

وأمس السبت، أعلنت الخارجية الروسيّة عن عقدها اجتماع مرتقب بين الدول الضامنة لاتفاق “أستانة” حول الملف السوري، في نهاية / تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وفي هذا الصدد، ذكر العقيد “حسون”: أنَّ الإعلان عن اجتماع قادم للدول الضامنة في أستانة، ما هو إلَّا لـ “إعادة الحوار بين الدول الثلاثة (روسيا – تركيا – إيران) بما يتعلّق بالأحداث السياسيّة والميدانيّة المتعلّقة بالملف السوري، وإعطاء تطمينات تركية لإيران وروسيا بعد تقاربها مع الولايات المتحدة، وبالتالي تثبيت اتفاق قمة سوتشي حول إدلب”.

IMG 11112018 215558 0

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى