مقال رأيسلايد رئيسي

من لبنان إلى تركيا .. أهلا بكم في العالم السفلي لكوكب الأرض

تركيا ولبنان يتنافسان

رجل تركي يضرب سيدة سورية مسنة على وجهها 

شاب لبناني لكي لا يدفع أجر عماله السوريين اتهمهم بالسرقة، وتعاون مع المخابرات اللبنانية لاحتجازهم وتجريدهم من ملابسهم ثم وضع البطاطا في فمهم بقصد إهانتهم قبل أن يشتمهم ويضربهم بالأسلاك.

 

تركيا.. كائنات متحوّلة

 

لايمر يوم على السوريين الذين شتتهم النظام السوري في أرجاء العالم إلا ويتعرضون فيه لمواقف لاتعد ولاتحصى، حتى اعتاد السوريون على هذه الحياة العنصرية المقيتة، وباتت جزءاً من حياتهم اليومية لكن الأمور لم تقف عند مجرد كلمات، وبعض التعقيدات القانونية التي تقيد حركتهم وأفعالهم، فهذه أمور أقل ما يقال عنها أنها باتت من يوميات سوري مغترب.

 

لكن الأمور خرجت عن السيطرة لتصبح أكثر عدوانية، ففي تركيا يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع فيه عن سوري قُتِل بدماءٍ باردة من قبل شبان أتراك والتهمة غالباً ماتكون بدافع السرقة لتجنب قول إنها بدافع الحقد والكراهية، وإن مر يوم لم تسمع عن أشخاص قتلوا في تركيا فتأكد أن هناك عشرات الحوادث التي يتعرضون لها يومياً لكنها لم تنته كما أراد هؤلاء الأتراك لأن السوريين باتوا حذرين جداً في التعامل مع هذه “الكائنات المتحولة”.

 

منذ فترة خرج شاب تركي أمام الكاميرات وقال إن “السوريين لم يتركوا له عملاً” فخرج شاب تركي آخر وقال له “ماذا تريد أن تعمل؟”  لم يجب الشاب..ثم عاد وقال له: “لدي عمل لك وبالأجر الذي تحدده” ما أحرج الشاب العنصري الذي غادر على عجل ولم يجب على سؤاله.

 

إفلاس لبنان.. ميقاتي: السوريون هم السبب!

 

لبنان هو الآخر ليس بأفضل حال، هذا البلد الذي يعاني من أزمات لاحصر لها في الكهرباء والماء والأمن والأمان والاقتصاد وانهيار العملة والبنى التحتية فبات نموذجاً مصغراً لما يحدث في سوريا.

واليوم تحديداً يعاني من انقطاع مادة الطحين، وأن ترى مئة شخص يقفون في طوابير أمام الأفران بات مشهداً يومياً، إذ إن كل هذه الأزمات كانت نتيجة تراكمات لعشرات السنوات من الخيبات التي تسببت بها الأحزاب السياسية الفاسدة والتي ماتزال إلى يومنا هذا ترفض أن تعترف بسوء إدارتها للبلاد وتريد أن تقول ببساطة إن “السوريين هم السبب”.

 وكانت الصدمة عندما خرج البارحة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وصرح أن “السوريين يستهلكون موارد لبنان” قبل أن يشترط لإبقائهم فيه دفع 3 مليارات دولار للبنان وهدد المجتمع الدولي “إما أن تدفعوا وإما سنعيدهم إلى بلدانهم محملين في شاحنات عسكرية”.

 

إعلام عنصري لسلطة مفلسة

 

تلجأ السلطة السياسية في كل من لبنان وتركيا إلى الإعلام الرسمي والخاص وتعمل من خلاله على تجييش الرأي العام ضد أقلية لا حول لها ولا قوة فتقع الحوادث العنصرية واحدة تلو الأخرى حتى أصبح الأمر معتاداً ولا داع لأن يكون حدثاً مشيناً يجب استنكاره على مستوى عالٍ.

 

فبعد حادثة الشاب التركي الذي ركل سيدة سورية مسنة على وجهها بطريقة مؤذية استاء شاب لبناني بعد يوم واحد من خطاب ميقاتي العنصري التاريخي وقال في نفسه كيف يمكن لتركيا أن تحتل المرتبة الأولى عالمياً في العنصرية ونحن مازلنا على قيد الحياة فقام بفعل مخابراتي وكأنما هذا الشاب تلقى تدريباً لدى جيش النظام السوري الطائفي.

 

 آخر صيحات العنصرية اللبنانية

 

في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف في لبنان أصبحت العائلات ترسل أطفالها قبل شبابها للعمل في أي شيء حرفياً “فلا داع لأن نعرف ماهو العمل.. المهم أن نعمل” هذا هو شعار الناس الذين يقطنون في لبنان وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم وفقدان العملة أكثر من 80 بالمئة من قيمتها مع تراجع الأجور بمعدلات تتراوح مابين ال 20 و30 دولار يومياً إلى حوالي 5 دولارات يومياً.

 

ولأن هذه الأيام هي موسم قطاف الفواكه التي تشتهر لبنان بإنتاجها مثل الكرز والمشمش والتفاح لجأ المواطنون وخاصة السوريون للعمل بأجور منخفضة.

وهنا تبدأ فصول القصة مع الشاب اللبناني (ش ط) صاحب الـ 30 ربيعاً  والذي يمتلك حقولاً مليئة بأشجار الكرز.

ولدى بحث مجموعة من الشباب السوريين الذين يعيشون في عكار المدينة المظلومة والمنسية من الخدمات إضافة لمجموعة من الأطفال السوريين عن فرصة للعمل التقوا لسوء حظهم مع الشاب “ش ط”.

عمل هؤلاء الأشخاص لدى الشاب اللبناني لعدة أيام ولكي لا يدفع لهم أجورهم اتهمهم بسرقة مبلغ وقدره 100 مليون ليرة لبنانية إضافة لساعة يد.

اتصل الشاب بأصدقائه في المخابرات قبل أن يحضروا على عجل لضرب الشبان السوريين وإذلالهم بطريقة مهينة وجلدهم بالأسلاك، وقد وثق مقطع فيديو علامات الضرب على أجسامهم!

 

 

لم يكتف الشاب اللبناني (ش ط) بهذا الفعل المشين لكنه قام بتصويره ليؤكد على وحشيته ثم أرسله لكل السوريين الذين يعيشون في المنطقة وقال لهم في رسالة تهديد” هذا ما يمكنني أن أفعله للسوريين”.

ونقلاً عن أحد الناشطين فإن هذا الشاب اللبناني تجمعه علاقة قوية مع رجال المخابرات اللبنانية ودائماً مايقدم لهم المعلوم من الهدايا والأموال؟

الفيديوهات المتداولة أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لتتحرك قوى الأمن مجبرة لإلقاء القبض على الشاب المعتدي على العمال السوريين أمام أعين الناشطين وجميعهم يعلمون أنه سيخرج قبل مغيب الشمس دون محاسبة.

 

ومن لبنان إلى تركيا أهلاً بكم في العالم السفلي

 

ملاحظة : وكالة ستيب الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى