مقال رأيسلايد رئيسي

“اسمحوا لي… الثورة السورية لا تُقارن”

وكالة ستيب الإخبارية
إبراهيم جواد- بيروت

“اسمحوا لي أن أمارس ما لا أبرع به، اسمحوا لي أن أكون عنصريًا لأول مرة في حياتي، أرجوكم دعوا الثورة السورية واتركوها جانبًا عن مقارناتكم”.

كيف تجرؤون أساسًا على مقارنتها بثورات حديثة العهد، ثورات في بلاد نسبة الحرية فيها مرتفعة جدًا مقارنة بسوريا.

الثورة السورية التي قدمت أكثر من مليون شهيد وعشرة ملايين لاجئ بين الداخل والخارج، ومئات الآلاف من المفقودين، تتعرض اليوم لخسارة لم يستطع النظام السوري على إلحاقها بها بعد تلك المقارنات وإهدار حقها وحق من ماتوا من أجلها.

الثورة التي قامت على نظام استبدادي يترأسه شخص تجاوز بإجرامه إجرام فرعون فـ احتاج الأخير نبيًا لردعه.

الثورة التي وقف ضدّها أعتى وأقوى دول العالم ولم تمت إلّا بقوة السلاح الذي احتاج تسع سنوات لكسر إرادة الشعب وإلى الآن مازالت المحاولات مستمرة.

اليوم خرج الآلاف ممن لديه سجلٌ تشبيحيٌ عامر للنظام السوري فيقارنون ويقولون أين متظاهري لبنان من سوريا، فوقفوا داعمين ومؤيدين لثورة لبنان على حساب تشبيحهم لنظام الأسد. لهؤلاء الحثالة أقول:

أين كنتم من مليونية حماة، وحصار درعا والغوطة، أين كنتم من عراضات حمص وأناشيدها التي ذاع صيتها العالم والتي كنتم تسمعونها سراً وترددون خلفها بصوتكم الخافت خوفًا على سلامتكم.

هم ذاتهم اتهموا الثورة بالإرهاب الذي خدم نظامهم وقدم لهم خدمات جلية للعيان مع العلم أن الإرهاب لم يدخل سوريا إلا بعد عام ٢٠١٤ أي بعد ثلاثة أعوام من اندلاع الثورة، والذي حاربه الثوار وطرده بدايةً من مناطقه.

بقيّ الثوار في الساحات سبعة أشهر متجمهرين ضدَّ نظام بائد معلوم إجرامه، وكان كل متظاهر يعلم أنَّ مصيره إمّا الموت أو الإختفاء في غياهب السجون.. مع ذلك لم يتراجع ولم يتردد مع ازدياد أعداد الشهداء يوميًا.

أرجوكم اتركوا الثورة السورية في حالها، فقد نال منها المندسون والإرهابيون والخونة واللاعبون الإقلميون والدوليون مانالوا لإخمادها.

أرجوكم لاتقارنوا ثوارًا خرجوا للموت بثوارٍ خرجوا إمّا لتنفيذ أجندات سياسية داخلية أو للتسلية، ولست أشمل الجميع، فالقلة التي خرجت نصرةً للبنان هي قليلةٌ جدًا.

فإذا أردتم مقارنة الثورة السورية بإحدى ثورات العالم، فلابأس بالثورة الفرنسية، التي قدمت ملايين الشهداء وأقصت النظام الملكي في أوروبا.
المقارنة لابد أن تقوم أساسًا على مبدأ التساوي لتكون مقارنة.

فمن يقارن الثورة اللبنانية بالسورية كمن يقارن نسبة الحرية التي يعيشها السوريون بنسبة الحرية التي يتمتع بها اللبنانيون.

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى