بيتكوين: 120,919.92 الدولار/ليرة تركية: 41.75 الدولار/ليرة سورية: 12,934.58 الدولار/دينار جزائري: 129.92 الدولار/جنيه مصري: 47.55 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
سلايد رئيسي اخبار العالم العربي

خاص|| الميليشيات المسلحة في العراق بالتفاصيل.. تاريخها ودعمها ونفوذها ومالها وعليها

خاص|| الميليشيات المسلحة في العراق بالتفاصيل.. تاريخها ودعمها ونفوذها ومالها وعليها
مرّ 18 عاماً على سقوط نظام الرئيس العراقي، صدام حسين، وبقي العراق حتى اليوم يعيش أزمات تتلو الأخرى، حتى بات أشبه بأرخبيل من الطوائف والميليشيات والأحزاب، بل حتى أن الميليشيات المسلحة في العراق وصلت البرلمان والحكومة وسيطرت على مفاصل الدولة، لتنخر بها أفكارها وأيديولوجياتها المختلفة، والتي بعضها نبع من خارج الحدود.والناظر اليوم إلى العراق يرى حجم الفوضى والتدخلات الخارجية التي انعكست على اقتصاد البلاد ومعيشة المواطن، حتى بات من أفقر الدول العربية رغم غناه بالموارد الطبيعة.فكيف نشأت الميليشيات المسلحة بالعراق ومن يدعمها مالياً ولوجستياً، ومن أين تستمد قوتها حتى سيطرت على مفاصل الدولة وبدأت تشارك باتخاذ القرار، بل وأنها تُحرج الحكومات المتتالية بالعراق مع المجتمع الدولي.

نشأت الميليشيات المسلحة في العراق

في بحث أجرته وكالة ستيب الإخبارية مع باحثين وناشطين عراقيين، ومن خلال أبحاث تاريخية أخرى، تبيّن أن نشأت الميليشيات المسلحة في العراق مرّت عبر عدّة مراحل.

المرحلة الأولى:

بدأت عمليات تشكيل ميليشيات مسلحة في العراق قبل سقوط النظام السابق "نظام صدام حسين"، حيث نشأت أولى تلك الميلشيات في إيران تحت اسم "منظمة بدر" الجناح المسلّح لما يُعرَف الآن بالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي عام 1981، والتي انبثقت مع عدد آخر من الميلشيات بين عامي 1958 حتى 2003، وجاءت امتداداً من "حزب الدعوة" الذي يُعتبَر التنظيم الأم لجميع الإسلاميين الشيعة، والذي تأسّس في عام 1958.وتأسست منظمة بدر على يد عالم الدين الشيعي محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في عام 2003، بعد أشهر من الدخول الأميركي للعراق، وكان يتلقى الدعم والتدريب من إيران، ويشن عمليات عسكرية ضد نظام صدام حسين.

المرحلة الثانية

بدأت هذه المرحلة بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، حيث كان قياديو منظمة بدر الأكثر استعداداً لتولي أمور البلاد بعد انهيار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، وتأسست حينها عدة ميليشيات أخرى أبرزها "جيش المهدي"، الجناح المسلّح للتيار الصدري، حيث انبثق الصدريون عن تيار أنشأه محمد صادق الصدر الذي أصبح نجله مقتدى الصدر رمزاً للتيار.

المرحلة الثالثة

بدأت حين وصل نوري المالكي إلى رئاسة الوزراء في العراق، حيث يربط العراقيون اسم المالكي كعرّاب لعشرات الميليشيات، نتيجة اتجاهه إلى إيران واستجداء الدعم منها.وبدأ المالكي يرعى الميليشيات ويسهّل دخولها إلى المعترك السياسي، والتحالف معها من أجل الاستفادة منها في الهيمنة على البرلمان والحكومة وباقي مفاصل الدولة برعاية إيرانية.وبحلول يونيو 2014، عندما انهارت فرق الجيش التي كانت تدافع عن الموصل، وتراجعت أمام الهجوم الذي شنّه تنظيم داعش، وكان قد أصبح لمنظمة بدر وعصائب أهل الحق وميليشيات شيعية أصغر حجماً حضور راسخ في العراق.بعيد ذلك، أنشأ المالكي المنظمة الجامِعة للميليشيات المسمّاة الحشد الشعبي، والتي تُعرَف اختصاراً بالحشد، وقد عرض المالكي نحو 750 دولاراً في الشهر على المتطوعين تشمل الراتب وتعويض المخاطر وبدل الطعام.تلي ذلك انخراط السواد الأعظم من المتطوعين في القوات غير النظامية، وأبرزها المجموعات التي تدين بالولاء لإيران والتي تشمل منظمة بدر بقيادة العامري، العرّاب السياسي لقوات الحشد، وعصائب أهل الحق.

ميلشيات أخرى

لكن على الرغم من بروز المجموعات الموالية لإيران، ثمة مجموعة أخرى من القوات الشيعية التطوعية التي تتماهى بوضوح مع الدولة الإسلامية، إنها مرتبطة إما بمؤسسة السيستاني في كربلاء وإما بالأحزاب الشيعية الراسخة، لاسيما الصدريين والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، حيث أنشئت ميليشيا الصدر الأساسية، "سرايا السلام"، خلفاً لجيش المهدي.

التنظيم و"التأميم" عام 2017

أقرّ البرلمان العراقي في السادس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 القانون المقدم من قبل حكومة رئيس الوزراء العراقي حينها، حيدر العبادي، المتضمن تشريع عمل مليشيات الحشد الشعبي في العراق واعتبارها قوات رسمية مستقلة لا ترتبط بوزارتي الدفاع والداخلية إنما بمكتب رئيس الوزراء بشكل مباشر.وبدأت الحكومة العراقية بعملية اعتماد تلك المليشيات وتسجيل أسماء أفرادها ومناطق تواجدهم بما فيها تلك التي شكلتها إيران بعد يونيو/حزيران 2014 وأشرفت على تدريبها وتمويلها، ويدين أفرادها بالولاء لما يُعرف بنظام ولاية الفقيه.ومطلع شهر شباط/فبراير عام 2017، اعتمدت الحكومة العراقية رسمياً عشرات المليشيات المسلحة وضمتها إلى ما يُعرف بـ "هيئة الحشد الشعبي"، وبات أفرادها يتقاضون مرتبات شهرية ثابتة وبعضهم مرتبين: الأول من بغداد والثاني من طهران. وبلغ عددها 61 مليشيا مسلحة فضلاً عن 6 مليشيات صغيرة أخرى لا يتجاوز عدد أفرادها بضعة مئات من المسلحين.

قائمة أسماء الميليشيات المسلحة في العراق

وخلال البحث والتدقيق، وجدت وكالة ستيب الإخبارية عشرات أسماء الميلشيات المتشعبة والتي يتبع السواد الأعظم منها إلى إيران، وأثبت الجنرال الإيراني، رحيم صفوي، ذلك من خلال حديثه في ذكرى مقتل قائد ميليشيا فيلق القدس، قاسم سليماني، العام الفائت، حين ذكر أن سليماني ساهم بتشكيل 82 مليشيا في العراق وسوريا.

الميليشيات المعتمدة من الحكومة العراقية

 
العددالاسمالقائد أو المرجعيةساحة العمل
1بدرالمرجعية الدينية إلى المرشد الإيراني / القائد: هادي العامريقاطع صلاح الدين / ديالى / سوريا
2حزب اللهالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ له أكثر من فصيل وقائدقاطع الأنبار/ صلاح الدين/ النخيب / سوريا
3عصائب أهل الحقالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: قيس الخزعلي/ قاطع صلاح الدين/ النخيب/ سوريا
4سرايا الخراسانيالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: علي الياسريحزام ومركز بغداد
5سيد الشهداءالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: هاشم بنيان الولائيحزام بغداد/ صلاح الدين
6سرايا السلامالتيار الصدري محمد صادق الصدر / القائد: كاظم حسين العيساويقاطع سامراء
7النجباءالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: أكرم عباس الكعبيحزام بغداد / سوريا
8أبو فضل العباسالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: أوس الخفاجيحزام بغداد/ سوريا
9كتائب الإمام عليالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: شبل الزيديحزام بغداد / سوريا
10سرايا الجهادالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: حسن راضي الساريالأنبار
11فرقة العباسالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: ميثم الزيديالنخيب
12جيش المختارالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: واثق البطاطالعراق وسوريا
13كتائب مالك الأشترالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: جعفر عباس الموسويحزام بغداد
14حركة الأبدالالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: جعفر الموسويحزام بغداد
15كتائب جند الإمامالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: أحمد الأسديالأنبار / صلاح الدين
16أنصار العقيدةالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: جلال الدين الصغيرألأنبار
17سرايا أنصار عاشوراءالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: كاظم الجابريالنخيب
18كتائب التيار الرساليالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: عدنان أرميض الشحمانيالعراق / سوريا
19كتائب الشهيد الأولالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: واثق الفرطوسيالنخيب
20كتائب الشهيد الصدر الأولالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: عبد الكريم الغزيسامراء
21كتائب النخبةالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: عبد الكريم العنزي ومناف الحسينيالأنبار
22لواء الشباب الرساليالمرجعية الدينية لليعقوبي/ القائد: ميثم العلاقكربلاء
23أنصار المرجعيةالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: حميد الياسريسامراء
24أسد الله الغالبالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: سهيل الأعرجيالعراق وسوريا
25فيلق الوعد الصادقالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: عمار الحدادالعراق وسوريا
26كتائب أنصار الحجةالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: محمد الكناميحزام بغداد
27كتائب قمر بني هاشمالمرجعية الدينية كمال الحيدري/ القائد: أبو طالب المياحيالأنبار
28حزب الله الثائرونالمرجعية الدينية نصر الله والكوثراني/ القائد: رحمن الجزائريحزام بغداد
29عماد مغنية -كتائب حزب الله العراقيالمرجعية الدينية حسن نصر الله/ القائد: سعد الفتلاوالأنبار
30لواء قاصم الجبارينالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: محمد الموسويالنخيب
31لواء الإمام القائمالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: طالب العلياويحزام بغداد
32كتائب أئمة البقيعالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: جهاد التميميالعراق
33حركة أنصار اللهالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: حيدر الغراويحزام بغداد
34لواء المنتظرالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: داغر الموسويحزام بغداد
35كتائب ثائر اللهالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: وليد الحليحزام بغداد
36كتائب القصاصالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: عبد الله اللاميسامراء
37كتائب أشبال الصدرالمرجعية الدينيةكاظم الحائري/ القائد: محمد حسين الصدرسامراء
38كتائب ثائر الحسينالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: غسان الشاهبندرالنخيب
39كتائب الدماء الزكيةالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: مؤيد الحكيمحزام بغداد
40لواء ذو الفقارالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: حسين التميميحزام بغداد
41كتائب مسلم بن عقيلالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: أحمد الفرطوسيحزام بغداد
42لواء أنصار المهديالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: ناجي الحلفيحزام بغداد
43لواء المؤملالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: سعد سوارالعراق
44كتائب العدالةالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: سمير الشيخ عليحزام بغداد
45كتائب الفتحالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: السيد عليحزام بغداد
46سرايا الزهراءالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: ممتاز الحيدريحزام بغداد
47حركة العراق الإسلاميالمرجعية الدينية صادق الشيرازي/ القائد: جمال الوكيلحزام بغداد
48العتبة الحسينيةالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: عبد المهدي الكربلائيحزام بغداد / بيجي / كركوك / الانبار / القيارة
49لواء زينبالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: حسن الشكرجيحزام بغداد
50لواء الطفالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: مصطفة الموسويحزام بغداد
51كتائب الإمام الغالبالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: محمد اللاميحزام بغداد
52كتائب الإمام الحسينالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: حسن الربيعيحزام بغداد
53كتائب القيام الحسينيالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: محمد الخفاجيحزام بغداد
54كتائب درع الولايةالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: علاء المهلهلحزام بغداد
55كتائب القارعةالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: أحمد الزامليحزام بغداد
56كتائب يد اللهالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: أحمد الساعديحزام بغداد
57كتائب بقية اللهالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: مصطفى العبيديحزام بغداد
58كتائب الشبيبة الإسلاميةالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: مصطفى الموسويحزام بغداد
59كتائب الطفل الرضيعالمرجعية الدينية كمال الحيدري/ القائد:وسام الحيدريحزام بغداد
60سرايا المختار الثقفيالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: عبد المهدي الكربلائيحزام بغداد
61سرايا لواء السجادالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: عبد المهدي الكربلائيحزام بغداد
62كتائب وعد اللهالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: سامي المسعويحزام بغداد
63كتائب جمعية آل البيتالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: موسى الحسنيحزام بغداد
64سرايا الدفاع الشعبيالمرجعية الدينية للمرشد الإيراني/ القائد: مزهر الخافجيحزام بغداد
65كتائب الغوث الأعظمالمرجعية الدينية للسيستاني/ القائد: فراس العلاقحزام بغداد
66بابليون المسيحيةالقائد: ريان الكلدانيحزام بغداد
67لواء علي الأكبرالمرجعية الدينية صادق الشيرازي/ القائد: علي الحمدانيالنخيب

ميليشيات تحت حماية الدولة

يقول الباحث السياسي العراقي، نظير الكندوري، خلال حديثه مع وكالة ستيب الإخبارية، إن "المليشيات المسلحة في العراق، تتخذ من هيئة الحشد الشعبي كمظلة لها تمارس عملها من خلالها بشكل رسمي، ويوفر هذا الأمر إمكانية الحصول على رواتب لأفرادها، بالإضافة إلى الدعم التسليحي من معدات الجيش الرسمية".ويؤكد أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فلهذه المليشيات مكاتب اقتصادية، و(هي عبارة عن إدارة اقتصادية خاصة بكل ميليشيا على حدا)، تحصل من خلالها على العطاءات الحكومية من المشاريع المختلفة، بالإضافة إلى مشاركة المقاولين في مشاريعهم التي ترسو عليهم مع الدولة بطريقة تشبه ما تفعله عصابات "المافيا"، كما تفرض هذه المكاتب الاقتصادية على المقاولين وكذلك أصحاب المشاريع الصغيرة وأرباب الأعمال البسيطة وصغار التجار من المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها، أتاوات غير محددة بحجة توفير الحماية لهم.ويتابع: "استمرار هذه المليشيات وعدم حلها، حتى بعد انتفاء الحجَّة التي كانت من وراء تشكيلها، وهي مقاتلة عصابات داعش، رغم المطالبات العديدة بحلها، يدل بشكل واضح على أنها من وراء بقائها، اجندة سياسية تبتغي صبٍغ العراق بصبغة سياسية من لون واحد، تتمثل بتكريس السيطرة الشيعية على جميع أجزاء العراق، وهذا يصب تمامًا في مصلحة النظام الإيراني الذي يريد تمكين هذه المليشيات التي تدين له بالولاء، لتثبيت سيطرة إيران على العراق على اعتباره إحدى الدول التي تمتلك فيه نفوذًا كبيرًا لها".ويلفت "الكندوري" إلى أن بسبب السيطرة العسكرية والاقتصادية التي تمتلكها المليشيات، بالإضافة إلى الدعم الإيراني المعنوي والمادي لها، جعلها الفاعل رقم واحد في العراق، ولا يمكن لأي حزب سياسي ولا حتى الحكومة العراقية أن تتجاوز هذه المليشيات، فهي مؤثرة في القرار السياسي والعسكري في البلد.ويقول: "وحينما جرب مصطفى الكاظمي التصدي للمليشيات، خاصة في موضوع استهدافها للسفارة الأمريكية في بغداد، فشل فشلًا ذريعًا في ذلك، بل وتعرض لإهانات شخصية من قبل بعض قادة تلك المليشيات، ولم يستطيع الرد عليها. وكان لهذه المليشيات دورًا كبيرًا في قمع التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت ضد أحزاب السلطة وميلشياتها، ولم تستطيع أية جهة محاسبتها على قتل وسفك دماء الناشطين في تلك التظاهرات".

اقرأ أيضاً : معركة النجف ..يوم تحول الصدر إلى جني عجزت أمريكا عن قتله..ماذا حدث!؟

أهداف ونفوذ الميليشيات المسلحة في العراق

وفي حديث لوكالة ستيب الإخبارية مع الباحث والمحلل السياسي العراقي، علي البيدر، يقول: "الأهداف كثيرة لوجود تلك الفصائل منها سياسي، ومنها اقتصادي ومنها هدف ديني حيث عمدت تلك الجهات المسلحة على القيام بحملات ممنهجة وغير مباشرة أحياناً في عملية التغيير الديموغرافي في الكثير من المناطق وخصوصاً في صلاح الدين وديالى وبما أن داعش تعد ذريعة للإعلان عن تلك الجهات المسلحة والإبقاء على بعض بؤره يطيل عمر وتواجد تلك الفصائل خاصة في المناطق العربية السنية، حيث أنّ الكثير من الفصائل قد تأسس قبل مرحلة داعش أو حتى قبل العام 2003".ويؤكد أنه لا توجد تحالفات معلنة لتلك الفصائل وإنما هنالك أهداف مشتركة في كل مرحلة وهذا متوقف على الجهات السياسية والدينية التي تتبعها تلك الفصائل، لأن الحال فيما بينها أشبه بالصراع كل جهة أو فصيل يحاول بسط نفوذه وإعلاء كلمته على الآخر، وهذا يتوقف على حجم الدعم والإمكانيات والخطط التي تنفذها إضافة إلى مساحة جمهور تلك الفصائل على الأرضويتابع: "تتمتع تلك الفصائل بنفوذ كبير على المستوى السياسي، الاقتصادي وحتّى المستوى الاجتماعي وكذلك لديها أجندات خاصة في مجال الرياضة والأدب وكذلك الفن، ولديها ممثلين في شتى المجالات وهذا ما قوض سلوكياتها، إذ أنها دأبت على تقويض الحياة المدنية في العراق وأصبحت تنفذ أجنداتها في أبسط التفاصيل عبر فرض هيمنتها وتصفية كل من يعترض طريقها".ويشير "البيدر" إلى أن وجهات النظر السياسة، لتلك الفصائل مختلفة، فبعضها يتواجد ضمن المنظومة السياسية بشكل رسمي، في حين أن جزءً آخر من هذه المنظومة لا يعترف بتلك الفصائل أصلاً.

النفوذ داخل البرلمان والحكومة

يؤكد "الكندروي" أنه بعد نجاح تلك المليشيات في حصولها على الشرعية من خلال تشريع قانون الحشد الشعبي في البرلمان العراقي، قامت بالمشاركة بانتخابات 2018 عبر تنظيمات سياسية تابعة لها، واستطاعت الحصول على عدد لا يستهان به من المقاعد البرلمانية في تلك الانتخابات التي شابها الكثير من شبهات التزوير، واستطاعت أن تشكل ثاني أكبر كتلة نيابية في البرلمان العراقي وهي كتلة "الفتح" بقيادة هادي العامري.ويشير إلى أن هذا ما جعلها متحكمة بشكل كبير في تشكيلة الحكومة العراقية، ومتحكمة أيضًا في توجيه القرارات السيادية الكبرى في البلد من خلال أغلبيتها في البرلمان، مثل قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية (القوات الأمريكية) بالرغم من مقاطعة النواب الكرد والسنة لهذا القرار.ويلفت إلى أن المليشيات تتحكم عبر ممثليها السياسيين، في التشكيلة الحكومية وأغلبيتها في البرلمان العراقي، تمكنها من التحكم بخيارات العراق السياسية، الخارجية منها والداخلية إلى حدٍ بعيد.وبدوره يؤكد "البيدر" أن "تحالف الفتح" الذي يعتبر أبرز الممثلين لتلك الفصائل ويضم أكثر من أربعين نائباً في البرلمان العراقي، استطاع من خلالها الحصول على أربع وزارات (نقل وزراعة وثقافة وكذلك الموارد المالية)، بينما يعتبر أن هنالك الكثير من الفصائل التي تمتلك أحزاب سياسية لكنها لم تستطع الحصول على تمثيل برلماني وحتى وزاري لأنها تمارس عملاً سياسياً ممنهجاً وتعمل على بسط نفوذها السياسي في الشارع العراقي تهيداً للمرحلة المقبلة.

3 أصناف للميليشيات في العراق

يرى الكاتب العراقي، جاسم الشمري، خلال حديثه مع "ستيب الإخبارية"، أن تلك الميليشيات لا يوجد لها أعداد حقيقة، وذكر حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي السابق، أن بغداد وحدها تحوي 100 ميليشيا على الأقل، حسب تعبيره.ويقول: "لا يمكن إحصائها رغم وجود قوى كبرى واضحة منها مثل منظمة بدر وسرايا السلام وعصائب أهل الحق وغيرها، أما تمويلها غالباً يكون من الموازنة العامة نظراً لاعتبارهم جزء من وزارة الدفاع".ويتابع: " يمكن تقسيم الميليشيات المسلحة في العراق الى 3 أصناف هي (1-الفصائل التابعة لوزارة الدفاع، 2-الفصائل الولائية التابعة لولاءات خارجية وخصوصاً إيران، 3-الفصائل المرجعية التابعة للمرجعية الدينية في النجف)".ويؤكد الشمري أن هذه الفصائل تؤثر بشكل لا يمكن إنكاره في الملفين الأمني والسياسي والاقتصادي، وحتى باتوا يضغطون في عملية تسمية رئيس الوزراء ضمن الاستحقاق السياسي القادم، ومجلس النواب، حتى أنهم يمثلون أكثر من نصف البرلمان العراقي، حسب تعبيره.

الدعم والموارد المالية

يتحدث "علي البيدر" حول أن هنالك الكثير من الجهات الداعمة منها أطراف داخلية ومنها خارجية، أما داخلياً بحسب البيدر، فهناك جهات سياسية ودينية تتبادل المنفعة مع تلك الفصائل.أما خارجياً فهنالك الكثير من الحضور والنفوذ والرؤية الإيرانية في دعم وتمويل تلك الفصائل وتسليحها وتدريبها من قبل إيران، وهذا الأمر واضح للعيان حيث تتبجح تلك الجهات بالولاء السياسي والعقائدي والمذهبي والعسكري والأمني لإيران التي لا تخفي بدورها هذا الشيء وقد تراه تلك الفصائل أشبه بحسنة كونها تمتلك دولة إقليمية كبيرة مثل إيران تدعم وجودها، وترعى مصالحها في العراق أو حتى خارجياً.بينما يوضح "نظير الكندوري" بأن فرض الأتاوات والمكاتب الاقتصادي، هو إحدى سبل الدعم المالي لهذه التشكيلات، ويقول: " أما المليشيات الكبيرة مثل مليشيا بدر والعصائب وغيرها من المليشيات ذات النفوذ الكبير والقوي، فهي تمول نفسها بطريقة أخرى من خلال سيطرتها على أبار النفط في بعض المناطق مثل آبار منطقة الفرحاتية، وحقول نفط غرب الموصل، وحقول عجيل وعلاس الواقعة في محافظة صلاح الدين، وحقول نفطية بالقرب من كركوك".ويتابع: "كما تسيطر هذه المليشيات ايضًا على معابر حدودية عديدة مع دول الجوار وتستفيد من فرض الجمارك لصالحها من مرور البضائع التجارية إلى العراق".

اقرأ أيضاً : خاص|| "حيلة ذكية".. بهذه الطريقة تقوم إيران بنقل شحنات الصواريخ من العراق إلى سوريا

الموقف الأمريكي من الميليشيات المسلحة في العراق

يعتبر الموقف الأمريكي أكثر وأبرز المواقف الدولية الهامة تجاه تلك الفصائل، إل أنه متباين نسبياً، فهناك حدة وخشونة في التعامل مع بعضها خصوصاً الولائية منها، والتي تقاتل في سوريا ودول أخرى مثل اليمن، ووصلت إلى حد استهداف زعاماتها وعناصرها بعقوبات أو بالتصفية المباشرة، فيما تتخذ الإدارة الأمريكية موقفاً إيجابياً في دعم وإسناد المنضبطة منها، والخاضعة لإشراق القائد العام للقوات المسلحة كما في "حشد العتبات".يرى "علي البيدر" أن واشنطن تعتبر أن تلك الفصائل تمثّل أذرع إيران في المنطقة والتي يجب بترها لتحجيم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وخصوصاً في العراق الذي يعتبر المنطقة الأكثر قلقاً للولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بعمليات منظمة لتحجيم دورها الإعلامي والسياسي وحتى الأمني عبر زيادة الدعم لـ القوات الأمنية العراقية كالجيش والشرطة المحلية، والشرطة الاتحادية، إضافةً إلى جهاز مكافحة الإرهاب، لكن تلك الفصائل تمتلك الكثير من الإمكانيات التي تضاهي بها المؤسسة الأمنية العراقية الرسمية وهذا ما يزعج واشنطن وأطراف محلية.ويتفق "الكندوري" أيضاً حول ذلك معتبراً أن الموقف الأمريكي حاسمًا من المليشيات ونشاطاتها في العراق طيلة الفترة التي اكتسبت بها الشرعية بالعمل، بل أن تعاونًا أمريكًا معها كان مستمرًا طيلة فترة الحرب على تنظيم داعش.ويلفت أن تلك المليشيات تلقّت دعماً عسكرياً أمريكياً غير مباشر، لكن هذا الموقف الأمريكي عاد وتغير في الفترة الأخيرة بسبب الضربات المستمرة من قبل تلك المليشيات على التواجد الأمريكي وبالأخص السفارة الأمريكية في بغداد.ويقول: "مع إدراك الأمريكيان بأن تلك الضربات التي تقوم بها المليشيات هي بدفع من إيران، فإن واشنطن كانت تحمل مسؤولية تلك الهجمات على النظام الإيراني، ولم تفعل شيئًا لتلك المليشيات، سوى الضربة التي طالت قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، لكن ومع نهاية فترة ترامب قامت الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على بعض قادة المليشيات العراقية بسبب انتهاكاتها لحقوق المتظاهرين".ويتابع: "أما الإدارة الأمريكية الجديدة فإنه من المرجح أنها ستنتهج نفس نهج ترامب في تعاملها مع المليشيات العراقية، وهذا ما توقعه جيمس جيفري، المبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، من استمرار لنهج دونالد ترامب في تعاملها مع إيران أو سوريا والعراق في إدارة بايدن، وبالتالي فإن الضغط على المليشيات العراقية وداعميها الإيرانيين، سوف يستمر ولكن لا نتوقع أن تقوم إدارة بايدن بعمل عسكري كبير ضدها بالأخص في بداية توليها الإدارة في واشنطن".ختاماً، وسواء أحب العراقيون أو كرهوا تواجد هذه الميليشيات في العراق فإنها اليوم تفرض سيطرتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بخلفيات دينية وطائفية على البلاد، ورغم بعض المحاولات التي تأتي بين الفينة والأخرى من قبل بعض الساسّة لفك ارتباط العراق بإيران إلا أن استمرار تشابك تلك الميليشيات ومرجعياتها الدينية مع إيران سيبقي العراق منعزلاً عن المحيط وغارقاً بالمشاكل الداخلية والخارجية حتى لا تقوم له قائمة.

اقرأ أيضاً : وثائقي - العراق هل كُتب عليه الأسى والحزن لأبد الآبدين؟

المقال التالي المقال السابق