تحقيقات ستيب

تجارة المخدرات بالعالم بيد حزب الله والنظام السوري فكيف بدأت وماهي مراحل “رحلة المال الحرام”

صدرت عشرات التقارير الإعلامية والأمنية التي تربط بين حزب الله اللبناني وتجارة المخدرات، حيث بات أحد أعمدة هذه التجارة على مستوى العالم، ولعلّ شراكته الأخيرة مع النظام السوري جعلت منه واحداً من أكبر مُصنّعي ومُصدّري هذه المواد الكيميائية بالعالم، فأين تتم هذه الصناعة القاتلة وكيف تنقل تلك المواد إلى سوق العصابات وتجّار المواد المخدرة في دول غربية وعربية.

 

تاريخ في تجارة المخدرات وأطنان وصلت أوروبا وأمريكا

في حزيران من العام الفائت، ألقت السلطات الإيطالية القبض على شحنة مخدرات ضخمة، حيث وصل وزنها إلى نحو 14 طناً من المواد المخدرة، وتضم نحو 85 مليون من حبوب الكيبتاغون، أُخفيت في داخل شحنة من أدوات المكائن الاحتياطية ولفافات ورق صناعي، في ميناء ساليرنو الإيطالي، وتقدر قيمتها بنحو مليار يورو (1.2 مليار دولار).

وفي حزيران 2020 أيضاً، صادرت السلطات اليونانية شحنة كبيرة من حبوب الكيبتاغون، قادمة من سوريا، قيمتها أكثر من نصف مليار دولار.

وفي عام 2004 قامت وزارة الخزانة الأمريكية بوضع اسم “أسعد بركات”، وهو لبناني مقيم في البرازيل على قائمة العقوبات واصفةً إياه بأنه “الذراع الأيمن لحسن نصر الله في أميركا الجنوبية”، وفي عام 2008 أُلقي القبض على “نمر زعيتر” بتهمة محاولة تهريب الكوكايين للولايات المتحدة، وفي وقت لاحق عام 2013 قُبض على شقيق أسعد بركات، “حمزة علي بركات”، بتهمة تأسيس شبكة احتيال وتهريب بصحبة مجموعة من المهربين اللبنانيين.

ومن بين الأحداث التي ربطت حزب الله في تجارة المخدرات، حين ألقت سلطات باراغواي القبض على شحنة مشبوهة عام 2017، بالقرب من ميناء تجاري في مدينة أسونسيون.

وقبض على حاوية في الميناء جاءت من الصين إلى Montevideo عاصمة الأوروغواي، وهناك تم نقلها إلى سفينة أصغر توجهت إلى الباراغواي، محطتها الأخيرة حيث رست.

وتحدثت تقارير حينها عن أن دليلًا مع السلطات بأنّ مالك الشحنة المشبوهة العائدة لشركة استيراد وتصدير تأسست في مايو 2017 تحت مسمى “GTG GLOBAL trading group”، هي غطاء لمخطط حزب الله العالمي لتهريب المخدرات، بشركة واجهة تأسست ضمن عملية تمويهية، وربط الحدث بإسمي اللبنانيين “حنان حمدان وناصر عباس بحمد” التابعان لحزب الله اللبناني.

وتعتبر دول أمريكا اللاتينية “البرازيل والأورغواي والبارغواي والأرجنتين وفنزويلا” واحدة من أكثر الأسواق المفتوحة لتجارة المخدرات والتي تنشط فيها شركات وهمية تابعة لحزب الله.

ووفق تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي صدر في نوفمبر 2008، فإنّ حسن نصر الله أعلن لأنصاره أن “تهريب المخدرات أمر مقبول أخلاقيًا عندما يتم بيع المخدرات إلى الغربيين كجزء من الحرب ضد أعداء الإسلام”.

دول عربية وصلت لها مخدرات حزب الله

لم تكن الدول العربية سوقاً مهمّاً في تجارة المخدرات لدى حزب الله، إلا أنها أيضاً ليست بعيدة عن تلك التجارة، حيث قبض على عشرات الشُحنات من المخدرات على حدود دول عربية عدّة.

وفي يناير الفائت من عام العام الجاري 2021 ألقت السلطات المصرية القبض على شحنة “هائلة” من مخدر الحشيش والكيبتاغون في ميناء بور سعيد، ضمن حاوية بضائع قادمة من لبنان.

وقدّرت وزارة الداخلية المصرية كمّية الشحنة حينها بنحو 8 طن حشيش، وأكثر من 8 ملايين قرص كيبتاغون مُخدر، بقيمة مالية تقدر بحوالي 611 مليوناً و520 ألف جنيه مصري.

ومن جهتها تعتبر الأردن واحدة من أكثر الدول العربية المتضررة، حيث تلقي السلطات القبض بشكل متواتر على مهربين يحاولون إدخال مواد مخدرة من الحدود السورية، وقد لا تكون الأردن سوقاً مفتوحاً لتجارة المخدرات إلا أنها قد تعتبر ممراً لنقل هذه المواد من سوريا باتجاه دول الخليج العربي، وكانت السعودية أيضاً قد ألقت القبض على عشرات الشحنات القادمة من سوريا والتي ضُبط بداخلها مواد مخدرة.

 

مشروع “كاسندرا” الأمريكي كشف تجارة المخدرات لحزب الله

في عام 2016 كشفت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية عن عملية دولية أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لحزب الله اللبناني متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات “إرهابية” في لبنان وسوريا.

وأطلقت مكافحة المخدرات الأمريكية اسم “مشروع كاسندرا” على العملية الأمنية التي أدت إلى كشف الشبكة التابعة لحزب الله المتورطة في عمليات تهريب المخدرات إلى أمريكا وأوروبا والاستعانة بالأموال الناتجة عنها لتمويل قتال الحزب المصنف على قائمة الإرهاب في سوريا، وقد شاركت فيها أجهزة أمن من سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا.

وقد بدأت التحقيقات ضمن “مشروع كاسندرا” في فبراير/شباط 2015، واكتشفت التحقيقات تحويل مبالغ مالية ضخمة من قبل أشخاص وشركات على صلة بحزب الله اللبناني إلى كولومبيا، وجرت الكثير من تلك العمليات عبر لبنان، الأمر الذي أكدته أجهزة أمن أوروبية بالتعاون مع نظيرتها الأمريكية.

وفي حين أّن إيرادات تجارة المخدرات تقدّر بنصف تريليون دولار سنوياً، قدّر مشروع “كاسندرا” في وكالة مكافحة المخدرات الأميركية أنّ حزب الله يجني ما يصل إلى مليار دولار سنوياً من عملياته غير المشروعة في تهريب وتجارة المخدرات.

 

زراعة المخدرات في لبنان

يسيطر حزب لله على مناطق واسعة في لبنان من شمالها وجنوبها، وإضافة لوجود سلاح بيد مقاتليه تحت ذريعة “المقاومة” جعل منه قوّة خارج سلطة الدولة، واستغل ذلك في تأمين حماية مزارعي المخدرات التابعين له.

وحول ذلك يقول الحقوقي اللبناني، طارق شندب، في حديث مع “وكالة ستيب الإخبارية”: تعتبر زراعة المخدرات في لبنان من أهم موارد حزب الله حيث أنّ كل المناطق الزراعية في لبنان تخضع لسيطرة الحزب، ومنذ عام 2012 منعت أجهزة الأمن اللبنانية من إتلاف مزارع المخدرات في منطقة البقاع الشمالي الخاضعة لسيطرة حزب الله”.

ويؤكد أنّ حزب الله يعتمد بشكل أساسي عليها ويقوم بتغطية العصابات التي تزرع المخدرات، ويضيف: “لقد شاهدنا عبر الشاشات كيف شاركت تلك العصابات مع حزب الله في معاركه داخل الأراضي السورية خلال معارك الزبداني والقصير وغيرها”.

مواضيع ذات صلة: نوح زعيتر .. رجل حزب الله بتجارة المخدرات والمطلوب الدولي والأول في لبنان

 

ويتحدث “شندب” عن أنّ تقارير الإنتربول الدولي أكدت وجود كميات ضخمة من المخدرات خرجت من مرفأ اللاذقية ومرافئ لبنانية تحت سيطرة حزب الله وقد ضُبطت في نابولي ومصر وليبيا وبعض الدول الأوربية.

ويستفيد حزب الله من تلك المزارع بالتمويل، ومن المزارعين بعمليات التجنيد والتحشيد، بحسب الحقوقي اللبناني، ويتابع: “يعرف الجميع أنّ مناطق زراعة المخدرات هي مناطق سيطرة حزب الله ولا يسمح للدولة اللبنانية بالدخول إليها، حتى أنّ حزب الله يقيم مناطق عسكرية فيها للتدريب والتخزين”.

ويلفت إلى أنّ سهل البقاع الشمالي الخاضع لسيطرة حزب الله اللبناني يعتبر هو المكان الأول لزراعة المواد الأولية لصناعة المخدرات، ويؤكد أنّ الدولة اللبنانية باتت مخترقة من حزب الله حتى مكتب مكافحة المخدرات، مشيراً إلى حادثة وقعت قبل فترة وجيزة حين قبض على عدد من الضباط المتورطين بإخفاء ملفات المخدرات وكميات صودرت سابقاً، إلا أنهم قد أطلق سراحهم لاحقاً، مما يدل على عدم الجدّية بملاحقة المتورطين بقضايا المخدرات والاختراقات الكبيرة من قبل النفاذين بالأجهزة الأمنية بهذا الملف.

ويعتبر “شندب” أنّ هذه التجارة إساءة للبنان دولياً، حيث بات يعتبر من الدول المصدّرة لهذه المادة الخطيرة، إلا أنّ هناك تلكؤ من المجتمع الدولي لمعاقبة حزب الله على ذلك.

 

كل شيء مباح لدى “المقاومة”

حاول حزب الله على مدى سنوات تجذير فكرة “المقاومة” لدى أنصاره واعتبارها قضية لا يجب المساس بها حتى من قبل سلطة الدولة، منصّباً نفسه المدافع عن قضايا الأمة انطلاقاً من لبنان وصولاً لفلسطين، وهو ما يجعل له أن يبيح كل ما هو ممنوع من أجل دعم “مقاومته” المزعومة.

ويقول في ذلك، الباحث والخبير في العلاقات الدولية، طارق زياد وهبي، في حديث مع “وكالة ستيب الإخبارية: “يجب أن نراعي عدّة أمور بهذه القضية، وأبرزها أنّ زراعة وتجارة المخدرات وخصوصاً في منطقة البقاع وبالتحديد في منطقة بعلبك الهرمل هي قديمة ومرّت عبر العصور والأمم التي قدمت وسكنت في هذه المنطقة، ونرى ذلك على جوانب باب معبد باخوس في الموقع الأثري الروماني في مدينة بعلبك، حيث نرى حفر نبتة الأفيون وحتى ورق القنّب (الحشيشة)، وهكذا حتى في وسط القرن العشرين في رئاسة الرئيس شمعون يقال عنه أنه قال يوماً وهو في رحلة صيد في المنطقة وهو يرى الحقول مليئة بنبتة القنّب، لوزير من المنطقة ازرعوا وافعلوا ما شئتم ولكن الذي أعتقله في المخارج الحدودية لن أخلي سبيله”.

ويضيف: “هذا يعطي صورة حتى عن مفهوم “الطفّار” بالمنطقة، حيث كان عدد كبير من أهالي منطقة بعلبك-الهرمل هاربون من وجه العدالة التي لطالما كانت قاسية عليهم وخصوصاً أنّ الدولة تخلّت عن التنمية والاستثمار في المنطقة”.

ويؤكد “وهبي” أنّ بيئة حزب الله تعرف جيداً ما هي السوق السوداء غير الشرعية، التي هي المخدرات من الألف إلى الياء وهذا يعود إلى مبدأ “فائض القوة”.

ويتابع الخبير الدولي: “السلاح غير الشرعي لحزب الله والتدخل في دول المنطقة التي ترغب إيران بوضع اليد عليها (العراق، سوريا، لبنان)، يجعل كل بيئتها تنعم بنوع من العلو في التصرفات وحتى غير الشرعية تحت شعار “كل شيء مباح في محور المقاومة والممانعة”، لأنه لا يوجد تعادل في نوعية المواجهة”.

 

بداية حزب الله في صناعة وتجارة المخدرات

يكشف “وهبي” بدايات حزب الله مع التجارة في المخدرات حيث يتحدث عن مرحلة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وبالتحديد في جنوب لبنان، مشيراً إلى أنه كان هناك فرع عسكري ضمن حزب الله يسعى لتوريد المخدرات إلى جنود جيش لبنان الجنوبي (جيش سعد حداد ولاحقاً جيش لحد) لتسويقه بين الجنود الإسرائيليين ومنها إلى الداخل الإسرائيلي، وهنا اكتسب هذا الفرع نوعاً من الاحترام الداخلي في حزب الله في العملية التي يقوم بها وهذه كانت البداية المنهجية.

ويقول: “اضحت المخدرات باب رزق مشرّع بفتوى أنه سلاح ضد الأعداء والأخصام، وحتى أنني شخصياً سمعت يوماً مسؤولاً من حزب الله يقول أنّ “الكيبتاغون” هو صواريخ حزب الله في المجتمعات العربية المناهضة لمشروع الحزب، وذكر أنه سيغرق السوق الخليجي لكي يضرب به الشباب الخليجي بهذا المنتج الذي يُصنع في مناطق النفوذ لحزب الله”.

ويشير إلى أن حزب الله اقنع نظام الملالي في إيران بفتح نوع من التجارة مع أفغانستان في تصريف الناتج من “الأفيون”، وهو نوع من المخدرات أعلى سعراً في حال بيعه، وهذا سيفتح باباً من الأموال التي ستستثمر في عدد كبير من العمليات التي ستظل بسرّية تامّة بين أعضاء هم كانوا نواة ما يسمى “فتوى بيع المخدرات”.

 

خطوط التهريب الدولية

ويشرح “وهبي”، خطوط التهريب الدولية التي بات يعتمدها حزب الله في تجارة المخدرات بعد أن وجدت منها مردوداً مالياً قيّماً لخزينته، ويقول: “بنى حزب الله مصفوفة متقنة من الأشخاص والمواقع وطرق إيصال البضائع الممنوعة، وعلى سبيل المثال كان هناك خطان مهمان “الخط الخليجي عبر البر مروراً من سوريا الأردن إلى المملكة السعودية ومنها إلى باقي دول الخليج، وسمي طريق الكيبتاغون لدمار الشباب الخليجي، والخط الأمريكي الجنوبي الذي يستقدم الكوكاين الذي يمر في منصات أفريقية ومنها إلى مطارات أوروبية، وبموازاة هاذين الخطين كان هناك الخط الأفغاني الذي يرعاه مباشرةً الإيرانيين ويساندهم بعض الفصائل العراقية لتسويق هذه البضائع في الخليج والعمل على تصدير بعضها إلى المنصات الأفريقية ومنها إلى أوروبا”.

ويلفت خلال حديثه إلى أنه في أحد التقارير الأمريكية الصادرة من وزارة الخزانة بالتعاون مع الـ CIA، يظهر أن الجنرال “قاسم سليماني”، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، هو من دعم وعزز وقوّى استدامة ما سمّاه “الحرب بالمخدرات”. وكان الهيكل التنظيمي الموكل بمهمة هذه الحرب استعان بأفراد ومجموعات معظمها خارج عن القانون في لبنان، وقام حزب الله بحمايتها تحت شعار أنها مصدر مالي غير الأموال الإيرانية التي تقدم كموازنة للحزب.

ويؤكد الباحث الدولي أن حزب الله استطاع عبر هذه المنظومة أن يحمي الخارجين عن القانون لمصلحة الأموال القادمة من تجارة المخدرات والتي تصب في صناديق تجعله مستقلاً عن التمويل الإيراني.

 

زراعة وتجارة المخدرات لا تقتصر على حزب الله

منذ أن وضع حزب الله يده في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري، تغيرت الكثير من المعادلات المحلية والإقليمية وحتى الترتيبات داخله، ومنها طريقة وعوائد تجارة المخدرات التي يعمل بها.

ويقول حول ذلك الكاتب والناشط اللبناني، الدكتور مكرم رباح، لـ”وكالة ستيب الإخبارية: ” إنّ زراعة وتصنيع المواد المخدرة في لبنان لا يقتصر على حزب الله، إلا أنّ سيطرة الحزب على البقاع اللبناني والمناطق الحدودية مع سوريا، وتمكنه من نقل معامل تصنيع هذه المواد إلى العمق السوري أعطى له قدرة للسيطرة على هذه التجارة، لا سيما أنّ النظام السوري من المستفيدين بهذه التجارة، حيث أنّ النظام السوري يشرف تماماً على عملية صناعة المخدرات وبتأمين من حزب الله وفقما أثبتت عدة تقارير منها ما ورد بخصوص الشحنة التي وصلت إيطاليا وتمّ القبض عليها”.

اقرأ أيضاً: من قلب القرداحة مسقط رأس الأسد.. إعلامية موالية تفضح بالأسماء تجارة المخدرات بمرفأ اللاذقية

 

ويضيف: “إنّ حجم الثروات التي امتلكها حزب الله من تجارة المخدرات وغيرها من الأعمال غير الشرعية كبيرة، إلا أنّها لا تكفي لتمويل أنشطة الحزب كاملةً، وتعتبر عملية تجارة المخدرات جزء من عملية التمويل الكبيرة، بينما عملية تبيض أموال هذه التجارة ازدادت صعوبة مؤخراً”.

ويعتقد “رباح” أنّ حزب الله لا يتعاطى بتجارة المخدرات بشكلٍ مباشر وعلني لكنه مستفيد بالدرجة الأولى بأمور مالية وأمنية ومعلوماتية كبيرة تساهم بنشاطه كتنظيم أمني وعسكري.

ويشير إلى أنّ هناك عدّة طرق لإيصال المخدرات إلى الغرب سواء عبر البحر المتوسط أو عن طريق شبكات العصابات في أمريكا اللاتينية، فيما يزداد الطريق صعوبة بسبب الضغوط الأمريكية والعقوبات والملاحقات، رغم أنّ الملف الدولي قد يخضع للتفاوض كما حصل في “قضية كساندرا”، حين حاول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إعاقة عمل مكتب التحقيق الأمريكي بتجارة المخدرات من أجل مكاسب ما بالملف النووي الإيراني.

 

ويؤكد أنّ حزب الله اليوم أصبح أكثر من دولة ضمن دولة، حيث بات دويلات داخل الدولة اللبنانية ونفوذه يمتد إلى سوريا والعراق واليمن وحتى أمريكا اللاتينية وهذا الشيء يعرّض لبنان وحتى الطائفة الشيعية للحرج الدولي.

 

كم تبلغ عوائد حزب الله من تجارة المخدرات

ومع اختلاف الرؤية حول اعتماد حزب الله على عوائد وأموال تجارة المخدرات في تمويل نشاطه بشكل كامل، مع الأخذ بالاعتبار الدعم المالي الإيراني، فإنّ انتشار عشرات الشركات لحزب الله حول العالم بهدف تبييض أموال المخدرات يجعل سؤالاً يتبادر حول مقدار عوائد هذه التجارة على الحزب.

ويقول الخبير الاقتصادي، يونس الكريم، لوكالة “ستيب الإخبارية”: “لا يوجد رقم واضح يدل على حجم عوائد تجارة المخدرات نتيجة تغير نمط زراعة المواد الأولية، حيث نقل حزب الله جزءاً من زراعة المخدرات من البقاع إلى القلمون، كما قد انتقلت عملية التصنيع من معامل وورش صغيرة بالبقاع إلى معامل أدوية كبيرة داخل سوريا، ودليل ذلك هو حجم الكميات ونوعية المنتجات، وتقدّر عوائد تلك التجارة تقديرياً بنحو 3 مليار دولار سنوياً”.

ويضيف: “إن تكاليف صناعة المخدرات انخفضت عن السابق بعد أن أصبحت صناعتها علنية في معامل الأدوية السورية، إضافةً إلى أنّها باتت تصنع مواد ذات جودة أفضل نتيجة استيراد مواد بشكلٍ قانوني على أنها مواد كيميائية للأدوية، وخصوصاً أنّ الجانب الدوائي في سوريا لم يدخل ضمن العقوبات المفروضة على النظام السوري”.

ويؤكد “الكريم” أنّ حزب الله لم يعد وحيداً في سوق صناعة وتجارة المخدرات، حيث بات شريكاً للنظام السوري الذي وجد فيها تجارة رابحة لتمويل آلته العسكرية، بل أنّ النظام السوري ومصانعه أصبحوا المصنّع والمصدر الأول لمواد المخدرات عالمياً، واتضح ذلك من خلال الشحنات التي قبض عليها في أوروبا مؤخراً.

اقرأ أيضاً: خطأ من أحد مسؤوليه يكشف علاقة النظام السوري بتهريب أكبر شحنة مخدرات بالعالم (فيديو)

رد حزب الله بعد كشف أمره في تجارة المخدرات

في معرض ردّه على ما وجهت إليه من اتهامات حول تجارة المخدرات وتصنيعها، قال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في عدّة مناسبات، إحداها في يناير 2018، إنّ ذلك مجرد “افتراءات لا تستند إلى أي وقائع”.

وأوضح نصر الله في حديث له حول الأمر أنّ “حزب الله له موقف شرعي وديني واضح جداً بأنّ الاتجار بالمخدرات ممنوع وحرام وهو من الكبائر أيضاً”.

وشدد نصر الله قائلاً: “حتى الاتجار الحلال لا نقوم به لأسباب لها علاقة بالعقوبات ولأسباب خاصة بنا، على الرغم من أنّ التجارة هي أمر مباح شرعاً. نحن لا نقوم بأي عمل استثماري وليس لنا جهات تستثمر”.

واعتبر نصر الله أنّ الاتهامات الموجهة لحزب الله بالاتجار في المخدرات “تأتي في سياق الحرب عليهم، مشيراً حسب زعمه إلى أنّ السفارة الأمريكية اعترفت أنّها أنفقت المليارات لإبعاد الناس والشباب عن “المقاومة”، ومؤكداً أنّه وضمن هذا الإطار يأتي الحديث عن الاتجار بالمخدرات.

 

ورغم نفي حزب الله على لسان زعيمه “حسن نصر الله” بالعديد من المناسبات ضلوعهم بتجارة المخدرات، إلا أنّ الوثائق الدولية لدى أجهزة الأمن بعدة دول أوربية ولدى الولايات المتحدة الأمريكية والتي شكّلت وحدة خاصة لملاحقة تجارة حزب الله بالمخدرات، تؤكد هذه العلاقة والتجارة المسمومة للحزب دولياً، وانضم إليها لاحقاً لنظام السوري والذي بات لا يعنيه الأمر الدولي بقدر الحفاظ على آلته العسكرية وتمويل قواته من أجل استمرار السيطرة على البلاد ومنع الانتقال السياسي فيها، ويبقى ملف تجارة المخدرات لحزب الله وإيقافه منوط بتغيير إقليمي قد يبدأ من سوريا أو من الملف النووي الإيراني، حيث وجده البعض ورقة انضمت لعشرات الأوراق الدولية المتشابكة التي أصبحت على طاولات المفاوضات بين الدول المعنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى