حورات خاصة

سياسي عراقي بارز يكشف نقاط هامة تتعلق بـ الانتخابات العراقية وموقع البلاد من مخطط أمريكا بالشرق الأوسط الجديد

يضع تتالي إعلان الكتل السياسية في العراق عن مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة، إجراء تلك الانتخابات في موعدها المحدّد بالعاشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل موضع شكّ، ويدفع بسيناريو التأجيل كخيار مناسب لعدّة أطراف رغم حالة الإصرار المعلنة على الالتزام بالموعد المذكور من قبل الحكومة والعديد من الشخصيات والفعاليات السياسية.

ولا يخلو تأجيل الانتخابات أو إلغاؤها من محاذير، حيث سيعيد إحياء الانتفاضة الشعبية العارمة التي أقرّت الانتخابات المبكرة بسببها، ما قد يجعل رئيس الوزراء نفسه في “موقفٍ محرج”.

وتأتي الانتخابات العراقية في وقت تشهد فيه البلاد أزمات عدة متراكمة، لعلّ أبرزها الكهرباء حيث تصدرت المشهد مؤخراً.

الانتخابات العراقية
سياسي عراقي بارز يكشف نقاط هامة تتعلق بـ الانتخابات العراقية

الانتخابات العراقية المبكرة مطلب شعبي

سبب إعلان عدّة كتل سياسية مقاطعة الانتخابات ووعود بإعادة نازحي جرف الصخر وإقامة إقليم سني مؤخراً وعلاقة الأطروحة بالانتخابات، بالإضافة إلى جدية واشنطن بسحب قواتها من العراق مع بداية العام المقبل، للوقوف على كل هذه الأسئلة حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” السياسي العراقي البارز ومؤسس حزب الأمة العراقية مثال الآلوسي.

يقول الآلوسي إنَّ: “أهم نقطة في رأيي هي أن إسقاط حكومة عبد المهدي وإعلان الانتخابات المبكرة هو مطلب شعبي وهو خارطة طريق لبداية إصلاح عملي للعملية السياسية الفاسدة باعتراف أصحابها”.

ويضيف: “أما اليوم فالانتخابات بشكلها المطروح وبوجود السلاح المسيطر ونفوذ متعالي للمجرمين والفاسدين، جعل منها رغم ضجيجها وضجيج الانسحابات المعلنة، المساحة الملتوية التي تسلكها الحكومة والنظام والأحزاب الفاشلة بالالتفاف على مطالب الإصلاح الشعبية والتحايل والتغطية على النفوذ والهيمنة الإيرانية أمام استسلام ورضى الفاسدين من أحزاب الطائفتين”.

جرف الصخر عملية دعائية لمرشحي الانتخابات العراقية

بعد أن كانت منطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل (110 كم جنوب بغداد) واحدة من أبرز نقاط الخلاف بين الشيعة والسنة، إثر تهجير أهلها قبل 6 سنوات بعد احتلال تنظيم “داعش” نحو ثلث أراضي العراق عام 2014، تكاد أن تتحول إلى خلاف، لكن هذه المرة بين السنة أنفسهم.

ويذهب الكثير من المراقبين للوضع إلى أن عودة النازحين إلى جرف الصخر ما هي إلا وعود انتخابية لن تتحقق بمجرد انتهاء الانتخابات.

ويضاف إلى ملف نازحي جرف الصخر ملف المغيبين في منطقتي الرزازة والثرثار، الذين يبلغ عددهم أكثر من 12 ألف مغيب من أبناء المناطق الغربية ذات الغالبية السنية، والذين تتهم الفصائل المسلحة الموالية لإيران باختطافهم وسجنهم أو تغييبهم في جرف الصخر.

وحول ملف المغيبين بعد عام 2014، وإذا ما كانت عودة النازحين إلى جرف الصخر بداية حلحة هذا الملف، أوضح السياسي العراقي، قائلاً: “ليس بسر كبير عزم الحرس الثوري الإيراني من توسيع قواعده و تطويق العاصمة وتفكيك رنك بغداد ذات الصبغة السياسية المعارضة لإيران ونفوذها، وبالتالي جرف الصخر حتى وإن أعلن من البعض بأن عودة أهاليها قريب إلا أن هذا يبين حقيقة تحكم فيلق القدس بالقرار الأمني والسياسي”.

وتابع في ذات السياق: “ناهيك أنها عملية دعائية لا تمثل الحقيقة في أرض الواقع، بل من الواضح كيف تبسط إيران و ميليشياتها الولائية سيطرتها على أرض بغداد وحتى البقعة الخضراء تحت رحمة الولائيين، وبالتالي ماهي القرار العراقي الذي لم تاخذه الحكومة بعيداً عن التهديد والابتزاز الميليشياتي”.

قائلاً: “مغيبي جرف الصخر الضحايا والدليل على عدم سيادة القانون والدولة العراقية”.

إقليم سني في العراق

يرى مطلعون للوضع في العراق أن إصرار الكتل السياسية الشيعية على إخراج القوات الأمريكية دون تنسيق ورغبة من الأطراف الكردية و السنية قد يؤدي الى تشكيل الإقليم السني، والذي سوف يضم المحافظات السنية، وهذا الإقليم “سيرحب ببقاء القوات الأمريكية فيه”.

وفيما يتعلق بوجود أطروحات كثيرة عن إقليم سني مع إعلان الانتخابات، أكد الآلوسي: “حكم الميليشيات قام بتفكيك الدولة العراقية، وتعميق التطرف العقائدي وسيطرته خلق أفكار كثيرة ستتحولان مشاريع مع استمرار الفاشية الإسلامية بالتحكم بالدولة”.

هل ستنسحب القوات الأمريكية من العراق؟

بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان جاء دور العراق. فبعد زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للبيت الأبيض ومحادثاته مع الرئيس جو بايدن، تم الإعلان عن انسحاب جميع القوات القتالية الأمريكية من العراق بحلول نهاية هذا العام في إطار “الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق “.

فبعد 18 عاماً من الغزو الأمريكي للعراق، لم يتبقَ للولايات المتحدة سوى 2500 جندي نظامي في العراق، بالإضافة إلى عدد محدود من القوات الخاصة التي تقاتل تنظيم “داعش”.

وبخصوص انسحاب القوات الأمريكية من العراق، بيّن السياسي العراقي مثال الآلوسي أن أمريكا تقوم بترتيبات استراتيجية لوضعها في الشرق بمعانيه الأوسط والأدنى.

وقال: “وبالتالي تواجد أمريكا الكلاسيكي لا يلبي بالضرورة حاجاتها الكبرى، ومع هذا من السذاجة التخيل أن أمريكا خارج اللعبة العراقية والعراق هو أحد مراكز وأعمدة حساباتها المستقبلية للشرق الأوسط الجديد”.

إعداد وحوار: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى