ـ لم تهاجم إيران إسرائيل بالصواريخ فقط
ووفقاً للصحيفة، فإنه من وجهة نظر إسرائيل، كان واضحاً من يقف وراء الهجوم: إيران، التي تشن ضدها حرباً إلكترونية صامتة منذ سنوات. واشتدت هذه الحرب الرقمية بالتوازي مع المواجهة المباشرة في يونيو/حزيران الماضي، وشملت هجمات تراوحت بين سرقة أموال من منصة تداول عملات مشفرة إيرانية ورسائل تصيد احتيالي موجهة تستهدف الإسرائيليين، منتحلة صفة مكتب رئيس الوزراء، بحسب ما قالته "فاينانشال تايمز".كما أكدت أنه بينما انتهى القتال الفعلي بعد ١٢ يوما، لم تتوقف الحرب الرقمية، وشهد مسؤول إسرائيلي قائلا: "اشتدت حدتها بعد بدء الحرب، ولا تزال مستمرة". وحتى بعد سريان وقف إطلاق النار، تواصل الجماعات التابعة لإيران محاولة استغلال الثغرات التكنولوجية، كما تم رصده مؤخرا في هجوم إلكتروني عالمي على خادم مايكروسوفت، لمهاجمة شركات إسرائيلية. وإلى ذلك، يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة كلير سكاي الإسرائيلية لاستخبارات التهديدات الإلكترونية، بواز دوليف: "على الرغم من وجود هدوء نسبي في العالم المادي، إلا أن الهجمات في المجال الإلكتروني لم تتوقف".وفي المقابل، تضررت إيران بشدة من الحرب الإلكترونية، حيث كشف وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، أن إيران تعرضت لأكثر من 20 ألف هجوم إلكتروني خلال الحرب، وهي "الحملة الأوسع" في تاريخها. وشملت الهجمات تعطيل أنظمة الدفاع الجوي في الوقت الذي بدأت فيه مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي هجومها في 13 يونيو/حزيران، مما سمح لإسرائيل بالمبادرة دون أي تدخل.وفي هذا الخصوص، يوضح خبير الأمن السيبراني السابق في أجهزة الاستخبارات العسكرية، ماني برزيلاي، أن المعلومات الاستخباراتية الرقمية التي جُمعت قبل الحرب كانت "أكبر لعبة فرعية". وقد أتاحت هذه المعلومات لإسرائيل بناء ملف تعريف مفصل لعلماء نوويين ومسؤولين عسكريين إيرانيين، والقضاء على أكثر من اثني عشر منهم خلال الهجوم. وقد "سرقت" مجموعة قراصنة "غونجيشكي داراندي"، التي تُعتبر تابعة لإسرائيل، 90 مليون دولار من منصة تداول العملات المشفرة الإيرانية "نوبيتكس"، وهاجمت بنكين إيرانيين رئيسيين، مما تسبب في أضرار مادية للبنية التحتية.فاينانشال تايمز تكشف: إيران هاجمت إسرائيل ليس بالصواريخ فقط