أعلن كل من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الثلاثاء، الإفراج عن الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف المخطوفة منذ العام 2023 في العراق.
وفيما قال متحدث باسم السوداني إن مجموعة من الخارجين عن القانون خطفتها، أكد زعيم البيت الأبيض أن كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران، أفرجت عنها.
تعقيبا على إطلاق سراح تسوركوف، يقول الخبير الأمني والسياسي العراقي غني الغضبان لوكالة ستيب الإخبارية، إن مسؤولون أمريكيون وعراقيون أكدوا وصولها إلى السفارة الأمريكية في بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة كي تطوى صفحة معقدة استمرت قرابة 900 يوم.
ويضيف: "إطلاق سراح تسوركوف بعد هذا الزمن الطويل يحمل أكثر من معنى.
إنسانيا: نهاية لمعاناة شخصية وعائلة.
سياسيا: يعكس قدرة الفصائل المسلحة على استخدام ورقة الرهائن كورقة ضغط ثم توظيف الإفراج في لحظة إقليمية حساسة يشهد فيها العراق والمنطقة توترا متصاعدا على خلفية حرب غزة والصراع الأمريكي الإيراني".
ويتابع: "مصادر عراقية أشارت إلى أن دور الأجهزة الأمنية كان حاسما في تسهيل العملية فيما فضلت السلطات التزام الصمت حيال تفاصيل التفاوض وهو ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة التفاهم التي جرت خلف الكواليس".
ومضى الخبير الأمني في القول: "حتى اللحظة لم يعلن عن أي صفقة رسمية أو تبادل مقابل الإفراج، لكن مراقبين يرون أن الغموض مقصود فالكشف عن أي تنازلات قد يحرج الأطراف المشاركة أو يعرض وسطاء للخطر".
وأردف: "هناك من يرجح أن الجماعة أفرجت عن المختطفة الإسرائيلية لتجنب ضغوط سياسية وعسكرية متزايدة بينما لا يستعبد أن تكون العملية جاءت بعد وساطات إقليمية أو تفاهمات سرية لم يكشف عنها".
واستطرد: "إطلاق سراحها يترك وراءه أسئلة مفتوحة: هل تم بوساطة عراقية أمريكية فقط أم بمشاركة أطراف إقليمية؟ هل هناك ثمن سياسي أو أمني دفع مقابل هذه الخطوة؟".
وزاد: "الإجابة قد لا تظهر سريعا فالأطراف المعنية حريصة على إبقاء التفاصيل بعيدة عن الإعلام، ولكن المؤكد أن العملية ستنعكس على صورة الحكومة العراقية ودورها كوسيط وعلى حساب الجماعات المسلحة التي تحاول التوازن بين نفوذها الداخلي وضغوط الخارج".
وإليزابيث تسوركوف، التي تحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية، كانت طالبة دكتوراه في جامعة برينستون الأمريكية، ووصلت إلى بغداد في ديسمبر 2022 لإجراء أبحاث حول قضايا الشرق الأوسط.
واختفت أواخر مارس 2023، بينما كانت تغادر مقهى في حيّ الكرّادة، دون أن تتبنى أي جهة مسؤولية اختفائها.
واتهمت إسرائيل فصيل "كتائب حزب الله" العراقي بالوقوف خلف عملية الاختطاف، وهو ما نفاه الفصيل بشكل قاطع.
ستيب: سامية لاوند
