علق المتحدث باسم وزارة الداخلية في المغرب رشيد الخلفي، الأربعاء، على تطورات الأحداث والاحتجاجات التي رافقها عنف بعدة مناطق بالمملكة، وفق ما بات يعرف بـ احتجاجات "جيل زد" في المغرب، والمعروفة أيضًا بـ"GenZ 212"، وهي سلسلة من التظاهرات الشبابية التي انطلقت في 27 سبتمبر 2025، مطالبة بتحسين قطاعات الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل، وسط تزايد معدلات البطالة بين الشباب التي بلغت 35.8% .
دوافع الاحتجاجات
بدأت الاحتجاجات بعد وفاة ثماني نساء أثناء الولادة في مستشفى بأغادير، ما أثار غضبًا واسعًا تجاه تدهور الخدمات الصحية، كما انتقد المحتجون إنفاق الحكومة على مشاريع رياضية مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مطالبين بتوجيه هذه الأموال لتحسين الخدمات الأساسية.
و لم تُنظم هذه الاحتجاجات من قبل أحزاب أو نقابات، بل قادتها مجموعات شبابية غير مركزية عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام وديسكورد. وقد استخدم المحتجون شعارات مثل "نريد مستشفيات لا ملاعب" و"نريد التعليم لا كأس العالم" للتعبير عن مطالبهم.
وفي اليوم الرابع من الاحتجاجات، تحولت التظاهرات إلى أعمال عنف في مدن مثل إنزكان، آيت عميرة، تيزنيت، ووجدة، حيث استخدم المحتجون السكاكين والزجاجات الحارقة، مما أسفر عن إصابة 286 شخصًا، بينهم 263 من أفراد الأمن و23 مدنيًا، واعتقال 409 أشخاص
ردود الفعل الحكومية
أعربت الحكومة المغربية عن تفهمها لمطالب الشباب واستعدادها للتجاوب معها بشكل إيجابي ومسؤول، مشيرة إلى أهمية الحوار كوسيلة لحل الإشكالات.
في المقابل، أكدت وزارة الداخلية أنها ستتعامل بحزم ووفق القانون مع جميع المتورطين في أعمال الشغب.
وتابع الخلفي في تصريح لوسائل الإعلام، أنه "خلال هذه التدخلات تم الحرص على تدبير حركية هذه الأشكال الاحتجاجية بشكل يضمن حماية الأمن والنظام العامين من جهة، والوقاية من دون تسجيل أي تهديد لأمن المواطنين وسلامتهم من جهة ثانية، بالإضافة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لصون الحقوق والحريات الفردية والجماعية".
وأوضح أن بعض هذه الأشكال الاحتجاجية "عرفت تصعيداً خطيراً مس بالأمن والنظام العامين، وذلك بعدما تحولت إلى تجمهرات عنيفة استعمل فيها مجموعة من الأشخاص أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة والرشق بالحجارة، مما تسبب، حتى ليل الثلاثاء، في إصابة 263 عنصرا من قوات الأمن بجروح متفاوتة الخطورة، و23 شخصا آخرين، من بينهم حالة استدعت الخضوع للمتابعة الطبية في وجدة، إضافة إلى إضرام النار وإلحاق أضرار جسيمة بـ142 عربة تابعة لقوات الأمن، و20 سيارة خاصة".
وتُعد هذه الاحتجاجات من أقوى الحركات الشعبية في المغرب منذ حراك الريف عام 2017، وتُظهر تزايد دور الشباب في التعبير عن مطالبهم الاجتماعية والسياسية. ورغم محاولات الحكومة لاحتواء الموقف، إلا أن استمرار الاحتجاجات يشير إلى عمق الأزمة وتحدياتها.