بيتكوين: 123,928.05 الدولار/ليرة تركية: 41.70 الدولار/ليرة سورية: 13,094.17 الدولار/دينار جزائري: 129.59 الدولار/جنيه مصري: 47.74 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
اخبار العالم

زعيم كوريا الشمالية يتفقد المدمّرة تشوي هون إلى أي حد تمثّل قفزة بحريّة في قدرات الأسطول الكوري؟

زعيم كوريا الشمالية يتفقد المدمّرة تشوي هون إلى أي حد تمثّل قفزة بحريّة في قدرات الأسطول الكوري؟

في خطوة رمزية وعسكرية، أعلن الإعلام الرسمي في كوريا الشمالية أن الزعيم "كيم جونغ أون" تفقد المدمّرة متعددة المهام المُسماة تشوي هون / Choe Hyon، وهي السفينة الأحدث في أسطول البحرية الشعبية الكورية. الصحافة التابعة للنظام وصفّت هذا الحدث بأنه تأكيد على عزمه على تطوير قوة بحرية قادرة على العمل بعيدا عن السواحل، وكإشارة إلى أن كوريا الشمالية تنوي خوض سباق تسليح بحري جديد.

ونقلت الوكالة عن كيم جونغ أون قوله إنه يجب على القوات البحرية أن تكون مستعدة "لردع أو مواجهة ومعاقبة استفزازات العدو بشكل كامل".

نشأة المشروع ودوافعه

السفينة “تشوي هون” تنتمي إلى فئة جديدة من المدمرات البحريّة التي تطمح بيونغ يانغ أن تجعلها قادرة على مهام متعددة (ضد سطح البحر، والطائرات، وربما صواريخ بعيدة المدى). 

هذا المشروع يُعدّ بمثابة خطوة غير مسبوقة في تاريخ البحرية الكورية الشمالية، التي ظلت لسنوات تعتمد بشكل أساسي على زورقات هجومية وسفن صغيرة وقوارب دورية، مع اعتماد ضئيل على القدرات البحرية “عبر المحيطات”. 

 في إطلاق السفينة، صوّرت الصين وكوريا الشمالية هذا الإنجاز على أنه تعبير عن “حق القوة البحرية” لكوريا الشمالية، وأن عليها أن تنقل قوتها العسكرية من البر إلى البحر. 

 لكن من الجدير بالملاحظة أن هناك تقارير مفادها أن إطلاق السفينة واجه صعوبات، بل حادثة ألحقت أضراراً بالسفينة الثانية من نفس الفئة في أحد مرافق الإطلاق، ما يكشف أن المشروع لا يخلو من مخاطر فنية وتنفيذية. 

إلى أي مدى تمثل هذه السفينة قفزة نوعية؟

1. نقلة من الأسطول الساحلي إلى ما بعد الساحل

   بامتلاكها أنظمة مثل VLS ورادار مصفوفة ثابتة، تُظهر “تشوي هون” طموحًا لأن تؤدي مهامًا في مساحات بحرية أبعد من الحدود القريبة، مما قد يمنح كوريا الشمالية قدرة ردع أعلى تجاه القوات البحرية الأخرى في المنطقة.

 

2. تهديدات متنوعة

   بوجود خليط من الصواريخ المضادة للسفن، وربما صواريخ كروز ذات مدى متوسط أو أعلى، بالإضافة إلى أنظمة دفاعية قريبة، يمكن أن تُستخدم السفينة في هجمات معقدة متعددة المحاور أو كمرافقة لسفن أخرى أو حتى في التهديد الباليستي البحري المحتمل.

 

3. رمز سياسي أكثر منه عملي بالكامل حاليًا

   حتى لو أُتمّت السفينة تقنيًا، فإن قدراتها الحقيقية في ميدان القتال (الكفاءات الرادارية، مقاومة التشويش، الدعم اللوجستي، التسلّل، نظم القيادة والتحكم، الدفعات المتنقلة، الاستمرارية في البحر) ستُختبر بجدية إن دخلت الخدمة. كثير من أقوى السفن في العالم لا تُحسم قوتها بمجرد ما تُسوّق، بل في التجارب والتكامل مع باقي الأسطول.

 

التحديات التي قد تواجهها

 

مشاكل تقنية وبناء

  حادثة انقلاب جزئي للسفينة الثانية أثناء إطلاقها تؤشر إلى أن القدرات التنفيذية لشركات البناء قد لا تكون مهيأة بالكامل لبناء سفن بهذا الحجم والتعقيد. 

الصيانة والدعم اللوجستي

  كفة أي سفينة متطورة تعتمد على شبكة الصيانة، وقطع الغيار، وقدرة دعم بحرية متقدمة. في حال أن البنية التحتية الكورية الشمالية لا تدعم ذلك بدرجة كافية، فإن السفينة قد تُستخدم بشكل محدود فقط.

الكفاءات التشغيلية البشرية والتدريب

  تشغيل أنظمة متقدمة مثل الرادارات المتقدمة، وأنظمة المعلومات القتالية، والتنسيق بين الأسلحة المختلفة يتطلّب طواقم عالية التدريب. إذا كانت الخبرة العملية فقيرة في هذا المجال، فستكون هناك فجوة بين المواصفات النظرية والأداء الفعلي.

التهديدات المضادة من الدول المجاورة والقوى البحرية الكبرى

  الدول مثل كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة لديها أساطيل بحرية متطورة، وتستطيع استهداف مثل هذه السفينة عند خروجها من الحماية الساحلية، خصوصًا إذا لم تكن الدفاعات المضادة للغواصات قوية أو التغطية الجوية محكمة.

اكتشاف ومكافحة التشويش الإلكتروني

  في الحروب الحديثة، القدرات المضادة للتشويش والتدخل الإلكتروني قد تُحيّد قدرًا كبيرًا من قدرات السفن المجهزة بأنظمة متقدمة إذا لم تكن مهيّئة للحماية الإلكترونية.

تفتقر المعلومات المتاحة إلى تأكيدات رسمية دقيقة بسبب سرّية النظام الكوري الشمالي، لكن ما هو واضح هو أن “تشوي هون” تمثّل خطوة كبيرة طموحة في تطلّع بيونغ يانغ لتعزيز قدراتها البحرية. الزعيم كيم جونغ أون استخدم، كما يُتوقع، زيارة السفينة كرمزٍ للقوة والتقدّم التكنولوجي في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية.

 

لكن هذه الخطوة ليست خالية من المخاطر. هناك فجوات في التنفيذ والتقنيات والتجربة التشغيلية. الفارق بين “سفينة بإمكانيات مزعومة” و”سفينة قادرة على تنفيذ مهام حقيقية في قتال بحري متطور” كبير. النجاح النهائي لهذا المشروع يعتمد على مدى قدرة كوريا الشمالية على تجاوز هذه التحديات — من البناء والصيانة إلى التشغيل والتكامل مع باقي قوة الأسطول.

 

 

المقال التالي المقال السابق