تحوّل اجتماع الحكومة الإسرائيلية، الذي كان مخصصًا للمصادقة على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، إلى مسرح مواجهة علنية بين وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير والمبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد تأخر بدء الاجتماع حتى الساعة العاشرة والربع مساءً بعد نقاشات مطوّلة داخل مجلس الوزراء الأمني بشأن قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وسط انقسام سياسي حاد في صفوف الوزراء.
بداية التوتر وتأخر الاجتماع
أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غاب عن معظم جلسة مجلس الوزراء الأمني، إذ كان يعقد اجتماعًا منفصلًا مع المبعوثين الأمريكيين اللذين وصلا من شرم الشيخ بعد إتمام محادثات مع المسؤولين المصريين بشأن تفاصيل الصفقة.
وبعد لقائهما نتنياهو، دخل كوشنر وويتكوف قاعة الحكومة الإسرائيلية في خطوة غير مألوفة، استمرت لنحو نصف ساعة، وشهدت نقاشًا محتدمًا قبل أن يُسمع تصفيق في القاعة عند مغادرتهما.
بن غفير يهاجم.. وويتكوف يرد بقصة شخصية
خلال الجلسة، هاجم بن غفير الصفقة بشدة، مخاطبًا المبعوثين الأمريكيين بلهجة غاضبة:
"أنظروا إلى قائمة المفرج عنهم — قتلة أطفال ومغتصبو نساء. الولايات المتحدة نفسها لن توافق على مثل هذه الصفقة!"
وردّ عليه ويتكوف محاولًا تهدئة الأجواء بقصة شخصية مؤثرة قال فيها:
"كان لديّ طفلٌ تُوفي بجرعة زائدة، وأردت قتل عائلة الشخص الذي أعطاه الدواء. لكن عندما وصلتُ إلى المحكمة، رأيتُ والديه، وقد امتلأا بالخزي وطلبا المغفرة، فسامحتهما».
لكن بن غفير لم يتراجع، بل أجاب بحدة:
"هذا هو الفرق بيننا. من قتلونا في السابع من أكتوبر لا يطلبون المغفرة، بل يُمجّدون القتل. كيف يمكن التصالح مع من يشبّه نفسه بالقتلة؟ هل تتصالح مع هتلر؟"
كوشنر يحاول التهدئة وبن غفير يردّ: "تصرف على هذا الأساس"
تدخّل جاريد كوشنر محاولًا كبح التوتر، قائلًا أن الصفقة تهدف إلى عزل حماس وعودة الرهائن، فيما تمسّك بن غفير بموقفه القاطع: "تصرفوا على هذا الأساس—لا على حساب أمننا"
وبحسب التقرير، غادر المبعوثان الأمريكيان الاجتماع بعد دقائق، تلاهما خروج نتنياهو، بينما استمر الوزراء في مناقشة بنود الصفقة وسط أجواء مشحونة.
تتضمن الصفقة، وفق يديعوت أحرونوت، إطلاق سراح 250 سجينًا أمنيًا من أصل 270، وإعادة 20 رهينة حيًا و28 جثمانًا، إضافة إلى نقل رفات سجناء مقابل جثث الرهائن.
لكن قائمة الإفراج — التي تضم أسماء "رمزية" مثل مروان البرغوثي — أثارت اعتراضات من بن غفير وأحزاب اليمين، الذين حذروا من تكرار تجربة الإفراج عن يحيى السنوار عام 2011، معتبرين أن "كل صفقة من هذا النوع تزرع حربًا جديدة".
