بيتكوين: 103,480.50 الدولار/ليرة تركية: 42.18 الدولار/ليرة سورية: 11,013.36 الدولار/دينار جزائري: 130.63 الدولار/جنيه مصري: 47.34 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا - قصة - وكالة ستيب نيوز
سوريا
مصر - قصة - وكالة ستيب نيوز
مصر
ليبيا - قصة - وكالة ستيب نيوز
ليبيا
لبنان - قصة - وكالة ستيب نيوز
لبنان
المغرب - قصة - وكالة ستيب نيوز
المغرب
الكويت - قصة - وكالة ستيب نيوز
الكويت
العراق - قصة - وكالة ستيب نيوز
العراق
السودان - قصة - وكالة ستيب نيوز
السودان
الاردن - قصة - وكالة ستيب نيوز
الاردن
السعودية - قصة - وكالة ستيب نيوز
السعودية
الامارات - قصة - وكالة ستيب نيوز
الامارات
فلسطين - قصة - وكالة ستيب نيوز
فلسطين
تقارير

في ظل الانتخابات البرلمانية الجارية في العراق ومصر: لمن يصوّت الشارع العربي؟

لمن يصوّت الشارع العربي؟ قراءة من الميدان

مع كل دورة انتخابية جديدة في المنطقة العربية، يعود السؤال حول الأساس الذي يستند إليه الناخب عند اختياره لمرشحه. هل يتجه التصويت وفق رؤية سياسية وبرامج واضحة؟ أم أن العلاقات الاجتماعية والمصالح الفردية هي التي تشكّل القرار؟ من خلال مقابلات مع ناخبين في الشارع المصري، يمكن رسم صورة تعكس أنماطًا واضحة في طريقة التصويت المنتشرة في الواقع اليومي.

هل يقوم التصويت على الانتماء العائلي أو العشائري؟

يظهر أولًا نمط التصويت القائم على الانتماء العائلي أو العشائري، حيث لا يُنظر إلى المرشح بوصفه صاحب مشروع سياسي، بل بوصفه امتدادًا للجماعة. في هذا السياق، يصبح التصويت تأكيدًا للولاء، لا اختيارًا مبنيًا على تقييم.
محمد سعيد، رجل من الصعيد يبلغ الأربعين، يلخّص هذا النمط بقوله:
"إحنا بننتخب ابن البلد. المهم الناس عارفاه، وعيلته معروفة."
هنا تُختزل السياسة في الهوية، والبرلمان يتحول إلى مساحة لإعادة إنتاج بنية التضامن التقليدية في المجتمع.

هل يُنظر إلى النائب باعتباره وسيطًا لقضاء الحاجات؟

في المقابل، هناك نمط آخر قائم على تصور البرلمان باعتباره وسيلة للوصول إلى النفوذ، وليس مؤسسة تشريعية. في هذا النموذج، يصوّت الناس للمرشح القادر على قضاء الحاجة أو حل مشكلة أو تأمين وظيفة.
إسلام الصاوي، شاب في الثلاثينيات، يوضح ذلك بقوله:
"أنا بختار اللي له كلمة. لو احتجت حاجة يقدر يمشيها."
هذا النمط يعكس ضعف الثقة في المؤسسات الرسمية، حيث تصبح العلاقة مع الدولة متوسطة عبر شخص صاحب نفوذ، لا عبر القانون.

هل يتحول التصويت إلى مقايضة مالية مباشرة؟

أما الدافع الثالث فهو التصويت القائم على المنفعة المادية المباشرة. في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة وارتفاع تكاليف المعيشة، يتحول التصويت لدى البعض إلى تبادل صريح بين الصوت والمال.
محمد المنشاوي، في منتصف الخمسينيات، يقول:
"في ناس بتاخد الفلوس وخلاص. الانتخابات فرصة. كل واحد بيشوف مصلحته."
في هذا السياق، السياسة تُختزل إلى صفقة قصيرة المدى، لا تنتج مساءلة لاحقة للنائب أو التزامًا ببرنامج عام.

ماذا عن الفئة القليلة التي تصوّت بناءً على برنامج سياسي؟

ورغم حضور أنماط الانتماء والمنفعة، توجد فئة صغيرة تتعامل مع التصويت بوصفه فعلًا سياسيًا واعيًا. هذه الفئة تقرأ البرامج وتقارن بين المرشحين وتحاول مناقشة جدوى الوعود.
لكن المشهد الانتخابي نفسه لا يمنحها أدوات تقييم حقيقية؛ إذ إن معظم البرامج تبقى عامة ومجردة، ولا تتضمن خططًا قابلة للقياس أو المحاسبة بعد التنفيذ.
لذلك يبقى تأثير هذه الفئة محدودًا، ليس لأنها ضعيفة، بل لأنها تعمل داخل بيئة لا تعترف بالاختيار السياسي بوصفه فعلًا معرفيًا، بل بوصفه امتدادًا للانتماء أو المصلحة. ومع ذلك، فإن هذه الفئة تمثل إمكانية تراكمية قد تتوسع إذا تغيرت بيئة النقاش السياسي وتعززت الشفافية.

العراق — كيف يضيف العامل العقائدي والمسلح بُعدًا جديدًا للتصويت؟

إلى جانب المحاور الثلاثة السابقة التي تظهر أيضًا في العراق، يتخذ التصويت هناك بعدًا إضافيًا مرتبطًا بالأحزاب العقائدية والمجموعات المسلحة المرتبطة بقوى إقليمية. في هذا السياق، لا يُمارس التصويت كقرار فردي مستقل، بل كجزء من اصطفاف سياسي وهوياتي أوسع.
البرلمان هنا لا يعبّر بالضرورة عن مصالح اقتصادية أو اجتماعية، بل عن موازين قوة تتجاوز الناخب الفرد، وتتشابك مع شبكات نفوذ محلية وإقليمية في آن واحد.

خاتمة

يمكن القول إن التصويت في كثير من الحالات داخل العالم العربي لا يزال أقرب إلى الانتماء والوساطة والمنفعة الفردية منه إلى الاختيار العقلاني المبني على البرامج.
التحول نحو وعي انتخابي مختلف لا يتحقق عبر صناديق الاقتراع وحدها، بل عبر بناء ثقة في مؤسسات الدولة، وتعزيز التعليم المدني، وتطوير المجال العام بحيث يصبح النقاش حول السياسات جزءًا من الحياة اليومية، لا حدثًا موسميًا يتكرر كل أربع سنوات.

المقال التالي المقال السابق