أطلقت الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات (IAWN) مطلع الأسبوع الجاري مسباراً دفاعياً طارئاً إلى الفضاء، بعد رصد سلوك “غير عادي” من الجسم بين النجمي 3I/ATLAS، في خطوة غير مسبوقة منذ تأسيس الشبكة المعنية برصد الأجسام المقتربة من الأرض.
تحذير من “حصان طروادة”
وأثار هذا التطور موجة من الجدل العلمي بعدما حذر العالم الأمريكي آفي لوب، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، من احتمال أن يكون الجسم “ذا أصل غير طبيعي”، مشيراً إلى أنه قد يمثل “حصان طروادة فضائياً” ذا تداعيات خطيرة على البشرية.
وقال لوب في مقابلة مع برنامج تقرير إليزابيث فارغاس: “بيانات تلسكوب ويب تشير إلى أن الجسم 3I/ATLAS قد يزن نحو 33 مليار طن، أي أنه أكبر بألف مرة من أي جسم بين نجمي رصدناه من قبل.”
وأضاف العالم، المعروف بآرائه الجريئة حول الأجسام بين النجمية، أن المجتمع الدولي “ينبغي أن يظل متيقظاً ويضع خطة دفاعية تحسباً لكون هذا الجسم يشكل ما يُعرف بـ‘حدث البجعة السوداء’، وهو حدث نادر وصعب التنبؤ لكنه يترك آثاراً كارثية لاحقاً”.
“موعد أعمى” مع المجهول
ولتبسيط فكرته، شبّه لوب مواجهة هذا الجسم الغامض بـ"موعد أعمى"، قائلاً: “غالباً ما تفترض أن شريك الموعد سيكون ودوداً للغاية، لكنك لا تستبعد أن تلتقي قاتلاً متسلسلاً.”
وأشار إلى أن الجسم “قد يبدو طبيعياً في البداية، لكنه ربما يخفي طبيعة مختلفة تماماً”، في إشارة إلى احتمال أن يكون مركبة أو جسمًا صُنع بذكاء غير أرضي
موقف وكالة “ناسا”
في المقابل، أكدت وكالة ناسا أنه “لا يوجد أي دليل علمي حتى الآن يشير إلى أن 3I/ATLAS يشكل تهديداً للأرض أو أنه جسم ذو أصل اصطناعي”، مشيرة إلى أن الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات بدأت بالفعل رصده بشكل مستمر لتحديد خصائصه ومساره بدقة.
وقالت الوكالة إن الجسم يمر في مدار آمن، وإن المسبار الدفاعي أُطلق “كإجراء وقائي” ضمن البروتوكولات الدولية الخاصة بمراقبة الأجسام المجهولة القادمة من خارج النظام الشمسي
“حملة مذنب” لرصد السلوك بدقة
وأعلنت الشبكة الدولية أنها ستطلق ما تسميه “حملة مذنب” تمتد من 27 نوفمبر 2025 حتى 27 يناير 2026، تهدف إلى تحسين أساليب تحديد موقع الجسم وسرعته وتركيب مادته عبر التعاون بين مراصد فضائية متعددة حول العالم.
وتُعد هذه الحملة إحدى أكبر المبادرات العلمية المشتركة لرصد جسم بين نجمي منذ اكتشاف “أومواموا” عام 2017 و“بوريسوف” في 2019، ما يعكس قلق المجتمع العلمي من سلوك 3I/ATLAS غير المألوف.
بين العلم والخيال
وبينما يصف بعض العلماء تحذيرات لوب بأنها “مبالغ فيها”، يرى آخرون أن ما يطرحه يفتح نقاشاً جدياً حول مدى استعداد البشرية لمواجهة احتمالات غير متوقعة في الفضاء، سواء كانت طبيعية أو من صنع حضارات أخرى.
ويختتم لوب تصريحه قائلاً: “حتى لو تبين أن الجسم طبيعي بالكامل، فإن مجرد التفكير في هذه الاحتمالات يعزز وعي البشرية بضعفها أمام الكون واتساعه.”