تطرّق الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين إلى ملف غزة ومستقبل الأسرى هناك، إضافة إلى طموحاته السياسية، كاشفاً أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سبق وأن لمح إلى اعتباره “وريثه السياسي”.
وخلال مؤتمر عُقد في متحف التراث اليهودي بمدينة نيويورك، تحدّث كوهين عن الجدل الدائر حول عزمه دخول المعترك السياسي بعد انتهاء مهامه الاستخباراتية، قائلاً: «الإجابة الآن: لا. هذا ليس مطروحاً في المرحلة الحالية… سنرى ما سيحدث لاحقاً».
وأوضح أن نتنياهو لمح له في فترة توليه رئاسة الموساد بأنه سيخلفه في قيادة الحكومة، مضيفاً: «سألته لاحقاً عمّا إذا كان قد قال ذلك بالفعل، فأكد الأمر وشرح دوافعه… كان ذلك في 2018 أو 2019 على الأرجح. لكن زوجتي رفضت الفكرة بشدة وأعلنت أننا لن ننخرط في هذا المسار». واستدرك كوهين بالقول إن مشهد القيادة في إسرائيل تغيّر تماماً بعد السابع من أكتوبر، مضيفاً: «البلاد تحتاج قيادة جديدة… لذلك لا يمكن استبعاد الأمر نهائياً، رغم أن القرار الآن هو لا».
وفي سياق الحديث عن الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في غزة، وصفه كوهين بأنه «ليس مثالياً»، لكنه اعتبره خطوة ضرورية في هذا التوقيت: «هذا ثمن كان يجب دفعه من أجل استعادة الرهائن. الولايات المتحدة أو غيرها لن تمنع إسرائيل من استكمال عملياتها ضد الإرهاب لاحقاً»، على حد قوله.
كما انتقد كوهين دور قطر في الوساطات المرتبطة بغزة، قائلاً: «ليس لدينا علاقات حقيقية مع الدوحة… استُخدمت فقط كقناة لتمرير الأموال إلى غزة تحت غطاء المساعدات الإنسانية، لكن الأموال وصلت فعلياً إلى حماس. كان ذلك خطأً انتهى بتمويل الإرهاب»، وفق تعبيره.
وحول ما إذا كانت إيران و«حزب الله» جزءاً من خطة مسبقة للانضمام إلى عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر، نفى كوهين وجود أي معطيات لدى الموساد تشير إلى ذلك: «لو وُجد مخطط لهجوم من جبهتين، لكنا قد اكتشفناه وحذرنا منه… على الأرجح لم يكن هناك أي مخطط من هذا النوع».
وفي حديثه عن مستقبل إيران السياسي، ذهب كوهين إلى الزعم بأن إسقاط النظام الإيراني «ممكن، وقد يستغرق بضع سنوات»، مضيفاً: «الشعب في إيران يعاني من نظام قاسٍ… من يحتج يتعرض للقتل أو الإعدام. لكنني أعتقد أن لحظة التغيير باتت قريبة، وإذا حظي ذلك بدعم دولي فسيحدث»، بحسب وصفه.