اتخذ مجلس الشيوخ الأمريكي خطوة حاسمة نحو إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، في مسعى لإنهاء أطول إغلاق حكومي تشهده البلاد على الإطلاق.
وبأغلبية 60 صوتًا مقابل 40، نجح ثمانية أعضاء ديمقراطيين من التيار الوسطي في تجاوز الانقسام الحزبي، بعد توصلهم إلى اتفاق مع قادة الحزب الجمهوري والبيت الأبيض، يقضي بإعادة فتح المؤسسات الحكومية مقابل التعهد بإجراء تصويت لاحق على تمديد إعانات الرعاية الصحية الميسورة التكلفة.
وفيما يسعى قادة الجمهوريين إلى تمرير مشروع قانون التمويل بأسرع وقت ممكن، فإن أي عضو في مجلس الشيوخ لا يزال يمتلك القدرة على تأجيل النظر في الحزمة التشريعية. ومن المقرر أن يعود مجلس النواب لمناقشة الاتفاق واعتماده قبل رفعه إلى الرئيس دونالد ترامب للتوقيع عليه وإقراره رسميًا.
آثار الإغلاق
ترك الإغلاق الحكومي المستمر تداعيات واسعة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. فقد أمرت وزارة الزراعة بوقف صرف كامل إعانات قسائم الطعام في بعض الولايات بعد قرار من المحكمة العليا، فيما كشف تحليل لشبكة CNN أن عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة كانت الأسوأ منذ بدء الإغلاق بالنسبة لمراقبي الحركة الجوية الذين واجهوا نقصًا حادًا في الموظفين.
مواقف وتصريحات
أشاد رئيس مجلس النواب مايك جونسون بالاتفاق الذي أبرمه مجلس الشيوخ، معتبرًا أنه خطوة مهمة نحو إعادة فتح الحكومة، لكنه حذّر النواب من ضرورة الاستعداد للعودة إلى واشنطن قريبًا للتصويت على القرار.
وقال جونسون في تصريح له: "يبدو الآن أن بعض الديمقراطيين على الأقل مستعدون أخيرًا للقيام بما طلبه الجمهوريون والرئيس ترامب وملايين الأمريكيين المجتهدين منذ أسابيع".
وأضاف أنه سيقوم بإرسال إشعار مدته 36 ساعة لأعضاء مجلس النواب بمجرد أن يصادق مجلس الشيوخ نهائيًا على القرار المستمر، تمهيدًا للتصويت عليه في المجلس وإرساله إلى البيت الأبيض لاعتماده رسميًا.
وبذلك، يبدو أن واشنطن تقترب من طي صفحة الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخها، وسط ترقب للأسواق والدوائر الفيدرالية التي عانت من الشلل الإداري طيلة أسابيع.