أفادت مصادر محلية في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، اليوم الاثنين، أن وفدًا عسكريًا تقنيًا يضم شخصيات سورية وتركية وروسية جال على عدة مواقع في المحافظة، قادمًا من ريف درعا الغربي ومرّ قرب الحدود مع الجولان المحتل.
وقال مراسل وكالة "ستيب" الإخبارية في درعا إن عناصر من الشرطة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية انتشروا على طول الطريق بين ريف درعا الغربي والقنيطرة، بالتزامن مع مرور الوفد هناك.
وأضاف المراسل، نقلًا عن مصادر محلية في القنيطرة، أن الوفد زار مواقع يُعتقد أنه سيتم لاحقًا إقامة نقاط مراقبة عسكرية روسية فيها ضمن تفاهم مع الحكومة السورية، مرجّحًا أن يكون ذلك جزءًا من اتفاق أوسع قد يشمل إسرائيل.
ورغم أن الولايات المتحدة كانت اللاعب الرئيسي في مفاوضات سوريا وإسرائيل الهادفة للتوصل إلى اتفاق أمني جديد يخص المنطقة الجنوبية، إلا أن الدور الروسي كان حاضرًا في بعض المراحل، إذ ذكرت عدة تقارير أن دمشق تلقّت عروضًا روسية لإعادة الدوريات العسكرية الروسية ونقاط مراقبة الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة الجنوبية، بالتفاهم مع إسرائيل لضمان أمن المنطقة.
وبالتزامن مع زيارة الوفد المذكور، أكد مراسلنا أن ريف درعا الغربي شهد عملية توغل للقوات الإسرائيلية وصلت خلالها إلى مشارف بلدة جملة في منطقة حوض اليرموك، كما كانت قوات إسرائيلية قد توغلت مساء أمس في عدة بلدات بريف القنيطرة، واعتقلت عددًا من الشبان قبل أن تفرج عن بعضهم لاحقًا.
إلا أن المصدر ذاته أكد وجود شخصيات تركية ضمن الوفد، من دون معرفة الغاية من مشاركتها، خاصة أن الوجود التركي في سوريا يثير حساسية إسرائيل التي لا تزال ترفضه وتطالب بتقييد الوصول العسكري التركي إلى المواقع السورية.
ولفت المراسل إلى أن القوات العسكرية الروسية كانت قد أشرفت في السابق على عدة نقاط مراقبة في المنطقة الجنوبية من سوريا قبل سقوط نظام الأسد، وأقامت قواعد هناك لعدة أعوام بعد رعايتها اتفاقًا حينها أدى إلى تهجير المعارضة وعودة قوات النظام البائد بعد سنوات من الحرب في المنطقة.
ومنذ سقوط النظام السوري البائد، تواصل إسرائيل عمليات التوغل باتجاه ريفي درعا والقنيطرة، وسيطرت على عدة مواقع، وأقامت نقاطًا عسكرية داخل الأراضي السورية، بعد إعلان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو انتهاء العمل باتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974 مع سوريا بسبب تغيّر النظام في البلاد. كما شنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية واستهدفت مواقع عسكرية سورية على مدى أشهر.
وتجري إسرائيل وسوريا مفاوضات امتدت لعدة جولات برعاية الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق أمني جديد، إلا أن هذه المفاوضات لم تحقق نتائج بعد، بسبب رفع إسرائيل سقف مطالبها، وفي مقدمتها نزع السلاح من جنوب سوريا ومنع انتشار أي عناصر تابعة للجيش السوري فيه، إضافة إلى مطالبها بالإبقاء على قواتها داخل المناطق التي توغلت إليها. في المقابل، تصرّ دمشق على التوصل إلى اتفاق أمني يستند إلى اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974 وعودة إسرائيل إلى مواقعها قبل 8 ديسمبر من العام الفائت.