اتهمت حكومة تركستان الشرقية في المنفى، ومقرها واشنطن، الحكومة السورية الجديدة بـ"الاصطفاف إلى جانب الصين" في ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب، معتبرة أن دمشق تتبنى رواية بكين ضد قضية الإيغور وتدعم ما وصفته بـ"الإبادة والاستعمار والاحتلال" في إقليم تركستان الشرقية.
بيان غاضب
وفي بيان صدر الثلاثاء، وصفت حكومة المنفى هذا التقارب بأنه "خيانة مباشرة لتضحيات الإيغور" الذين قاتلوا في سوريا، مشيرة إلى أن مشاركتهم كانت "حاسمة" في دعم الفصائل المسلحة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام".
زيارة رسمية وتعهدات أمنية
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد زار الصين أول أمس الاثنين، وأصدر بيانًا مشتركًا مع نظيره الصيني أكد فيه دعم سوريا لمبدأ "الصين الواحدة"، ورفضها لأي تدخل خارجي في الشؤون الصينية، إلى جانب التزامها بتعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب مع بكين.
اتهامات بالاستخدام الاستخباراتي للإيغور
واتهمت حكومة المنفى الصين وتركيا باستدراج عشرات الآلاف من الإيغور إلى سوريا عبر وعود بتحرير تركستان الشرقية، مشيرة إلى أن هؤلاء المقاتلين انضموا إلى "الحزب الإسلامي التركستاني" وقاتلوا إلى جانب "جبهة النصرة" قبل إعادة تسميتها، وقُتل الآلاف منهم في المعارك.
ووصفت الحكومة الحزب بأنه "مشروع استخباراتي صيني" أُسس في باكستان عام 1997 لتشويه حركة الاستقلال الإيغورية عبر ربطها بالإرهاب العالمي، مؤكدة أن الحزب صرف الإيغور عن قضيتهم الوطنية وزجّ بهم في صراعات بالوكالة.
دعوات لحماية الإيغور في سوريا
رئيس حكومة المنفى، مامتيمين علاء، اعتبر أن تعهد دمشق بتوسيع التعاون الأمني مع الصين "خيانة عميقة" لآلاف الإيغور الذين قتلوا في الثورة السورية، داعيًا الحكومة السورية إلى إدانة سياسات بكين بدلًا من دعمها.
كما حذّر وزير الخارجية في حكومة المنفى، صالح حديار، من أي خطوات تهدد سلامة الإيغور في سوريا، معربًا عن استعداد حكومته للتواصل مع دمشق وواشنطن ودول أخرى لإيجاد حلول تحمي الإيغور وتدعم نضالهم من أجل الاستقلال.
نفي سوري وتسريبات عن تسليم مقاتلين
وكانت وزارة الخارجية السورية قد نفت نيتها تسليم مقاتلين إيغور إلى الصين، بعد أن نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر سورية نية دمشق القيام بذلك.
وفي بيان سابق بتاريخ 4 حزيران، أعربت حكومة المنفى عن "قلق عميق" من تقارير تحدثت عن دمج مقاتلين إيغور في الجيش السوري ضمن ترتيبات مدعومة أمريكيًا، مؤكدة أن الحزب الإسلامي التركستاني لا يمثل قضية الاستقلال، بل هو أداة استخباراتية لتشويهها.
من هي حكومة تركستان الشرقية في المنفى؟
تأسست حكومة تركستان الشرقية في المنفى رسميًا في واشنطن عام 2004، وتقدم نفسها كممثل ديمقراطي منتخب لشعب الإقليم، الذي فقد استقلاله بعد إسقاط جمهورية تركستان الشرقية عام 1949 من قبل الصين.
وتضم الحكومة برلمانًا ورئاسة وهيئة تنفيذية، وتنتخب أعضاؤها من الشتات الإيغوري والتركستاني كل أربع سنوات، وتركّز جهودها على استعادة الاستقلال وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الدينية والديمقراطية لشعب تركستان الشرقية.