أعلنت وزارة الدفاع الرومانية، اليوم الثلاثاء، عن توقيع عقد حكومي دولي في العاصمة بوخارست لشراء 18 طائرة مقاتلة من طراز "إف-16 فايتينغ فالكون" (F-16 Fighting Falcon) من هولندا، في صفقة رمزية تهدف إلى تعزيز مركز تدريب الطيارين الرومانيين والأوروبيين على هذه المقاتلات المتطورة.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن قيمة الصفقة رمزية تبلغ يورو واحد فقط، مشيرة إلى أن هذه الطائرات موجودة بالفعل في مركز تدريب الطيارين على مقاتلات إف-16 في قاعدة فيتيشتي الجوية.
لكن الصفقة ستخضع، بحسب البيان، إلى ضريبة قيمة مضافة تبلغ 21 مليون يورو محسوبة على أساس القيمة السوقية للطائرات، بالإضافة إلى حزمة دعم لوجستي تصل إلى 100 مليون يورو تشمل خدمات الصيانة وقطع الغيار والتجهيزات الفنية.
صفقة مخصصة لتدريب طياري الناتو
وأكدت وزارة الدفاع أن الطائرات المشتراة مخصصة حصريًا لأغراض التدريب ضمن برنامج مركز فيتيشتي، الذي يُعد اليوم أحد أهم مراكز تدريب طياري مقاتلات إف-16 في أوروبا.
وبموجب الاتفاق، تلتزم رومانيا بتوفير مقاعد تدريب لعدد من الطيارين من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الشريكة، بما في ذلك أوكرانيا التي تحصل على دعم تدريبي من الحلف في إطار برامج المساعدة الدفاعية.
وزير الدفاع: رومانيا أصبحت مركزًا أوروبيًا لتدريب الطيارين
وخلال مراسم التوقيع، قال وزير الدفاع الروماني إيونوت موستيانو: "بفضل مركز تدريب طياري مقاتلات إف-16، تحولت رومانيا إلى مركز أوروبي لجميع الدول التي تمتلك أو ستمتلك هذه الطائرات".
وأضاف الوزير أن بلاده تؤكد من خلال هذه الخطوة التزامها بدعم أوكرانيا عبر توفير فرص تدريب لطياريها في المركز الروماني، معتبرًا أن الصفقة تمثل تعاونًا استراتيجيًا بين بوخارست وشركائها الأوروبيين.
تعاون ثلاثي بين رومانيا وهولندا ولوكهيد مارتن
ويأتي إنشاء مركز تدريب مقاتلات إف-16 ثمرة تعاون ثلاثي بين وزارتي الدفاع في رومانيا وهولندا وشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، المصنعة للطائرة.
وبموجب الاتفاقية، توفر رومانيا القاعدة الجوية والبنية التحتية والدعم اللوجستي، بينما تُقدم القوات الجوية الملكية الهولندية الطائرات، وتتولى شركة لوكهيد مارتن تدريب الطيارين وتقديم خدمات الصيانة الفنية.
صفقة رمزية بأهداف استراتيجية
ويرى محللون أن الصفقة، رغم رمزيتها المالية، تمثل استثمارًا استراتيجيًا طويل الأمد يعزز موقع رومانيا داخل منظومة الدفاع الأوروبية، ويدعم قدراتها على استضافة برامج تدريب مشتركة لدول الناتو، خصوصًا في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا وتزايد الحاجة إلى تأهيل كوادر جوية على طائرات الجيل الرابع.