أعلن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تسعى إلى إنشاء منظمة إقليمية جديدة لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الهدف منها هو بناء منصة دائمة للحوار والتعاون في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً.
وفي أول طرح علني للفكرة، أوضح خريستودوليديس خلال مؤتمر عُقد في العاصمة نيقوسيا أن قبرص تعمل على تهيئة الظروف السياسية اللازمة لتأسيس منظمة إقليمية للسلامة والتعاون، يمكن أن تمثل إطاراً مؤسسياً لتبادل الثقة وبناء الشراكات الأمنية بين دول المنطقة.
وقال الرئيس القبرصي في كلمته: "إذا شئتم، فإن شكلاً من أشكال حلف شمال الأطلسي أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الشرق الأوسط، من شأنه أن يعزز فوائد التعاون الإقليمي ويحد من التوترات المتكررة."
وأوضح أن الفكرة لا تستند إلى تحالف عسكري بقدر ما تركز على آليات دبلوماسية وأمنية مشتركة مستوحاة من التجربتين الأوروبية والأطلسية، بهدف تأسيس بنية أمنية جماعية تقوم على الحوار والوساطة والشفافية بين الدول.
وأضاف خريستودوليديس أن قبرص مستعدة لقيادة هذه المبادرة، مستفيدة من موقعها الجغرافي ودورها المتنامي كـ جسر دبلوماسي بين أوروبا وجيرانها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار إلى أن نيقوسيا تمتلك تجربة عملية في العمل الإنساني والإقليمي، إذ تحولت خلال السنوات الماضية إلى مركز لعمليات الإجلاء المدني من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك عمليات النقل الجوي من السودان ودول أخرى تشهد اضطرابات أمنية.
كما لعبت قبرص دوراً محورياً في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، سواء عبر الرصيف البحري المؤقت الذي أُنشئ خصيصاً لهذا الغرض، أو من خلال تنسيق عمليات الإمداد عبر الأراضي الإسرائيلية لاحقاً.
ويرى مراقبون أن المبادرة القبرصية تأتي في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات الأمنية، خاصة على خلفية الصراعات في غزة ولبنان والبحر الأحمر، وأنها قد تمثل نواة لتعاون إقليمي جديد يربط بين الدول الأوروبية والشرق أوسطية في قضايا الأمن، الطاقة، والهجرة.
وأكد الرئيس القبرصي في ختام كلمته أن بلاده ستبدأ قريباً مشاورات مع شركاء إقليميين ودوليين لبلورة الخطوط العريضة لهذه المنظمة المقترحة، في إطار رؤية تهدف إلى تحويل شرق المتوسط والشرق الأوسط إلى منطقة تعاون واستقرار مستدام.