معلومة “صادمة” عن الوسيط الأمريكي في ملف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل

كشف تقرير عبري، عن معلومات “صادمة” حول الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، آموس هوكستين، والذي يعتبر اللاعب الرئيسي منذ سنوات في محاولة حل الخلاف بين الطرفين بتفويض من الإدارة الأمريكية.

من هو الوسيط الأمريكي هوكستين؟

وحسب التقرير الذي أوردته صحيفة “مكور ريشون” العبرية، فإن هوكستين هو إسرائيلي بالأصل وخدم في الجيش الإسرائيلي لسنوات قبل مغادرته إلى أمريكا والإقامة بها.

وأكد التقرير العبري أن هوكستين إسرائيلي بالأساس، ويتحدث اللغة العبرية بطلاقة، لكنه يحرص على عدم التحدث بها في غرف المفاوضات، رغم أنه زار عائلته في القدس المحتلة خلال رحلاته المكوكية بينها وبين بيروت.

ولا يخفي الإسرائيليون اندهاشهم من قبول اللبنانيين له كوسيط، مع العلم أنه يهودي وإسرائيلي، حتى إن زعيم حزب الله ذكره في أحد خطاباته.

التقرير قال إن “هوكستين ولد في إسرائيل، لكنه يعيش حالياً في الولايات المتحدة، ولد لأبوين من أصل أمريكي، وخدم في جيش إسرائيل في سنوات التسعينيات”.

وأوضحت المعلومات أنه يعيش حالياً مع زوجته وأطفالهما الأربعة، حيث تدرب بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب نيابة عن الديمقراطيين.

وتابع: “ثم انتقل للولايات المتحدة فور انتهاء خدمته العسكرية، حيث وصل إلى واشنطن، وبدأ بشغل مناصب في الإدارات الديمقراطية، أو في القطاع الخاص، عندما يكون الجمهوريون في السلطة، ويعد صديقاً لإسرائيل، رغم أنه مسؤول بالأساس في الإدارة الأمريكية، وله مصلحة عليا بالتوصل إلى تسوية”.

مسيرته المهنية

وبينت المعلومات أنه في عام 2021، بعد فترة من بدء بايدن ولايته، عينه وزير الخارجية أنتوني بلينكين مستشاراً كبيراً لأمن الطاقة، وتم إرساله للشرق الأوسط للتوسط في المحادثات الجارية بين إسرائيل ولبنان، وبات قريباً جداً من بايدن،”ويهمس له في أذنه”، حسب وصف الصحيفة.

ولفت التقرير إلى أن هوكستين وبايدن “عملا معاً في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، عندما تم تعيين هوشستين مبعوثاً خاصاً لشؤون الطاقة الدولية، وعمل بمنطقة البحر الكاريبي وشرق البحر المتوسط وأوروبا على أمن الطاقة، وشجع الأوروبيين على إيجاد مصادر جديدة للغاز والنفط والفحم لتقليل اعتمادهم على الطاقة الروسية”.

كما أن هوكستين ذهب للعراق زمن صدام حسين، وعمل خلف الكواليس لرفع العقوبات الاقتصادية عنه مقابل توطين عدة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وخلال فترة جورج بوش الابن بين 2001-2009، عمل في القطاع الخاص لتقديم الاستشارات لشركات النفط والغاز الأمريكية والعالمية، واكتسب خبرته في مجال الطاقة.

اقرأ أيضاً|| حرب مقبلة لعدة أيام بين لبنان وإسرائيل.. الوسيط الأمريكي بالمنطقة وبيده ورقة اتفاق

ويوضح التقرير العبري أن هوكستين حضر اجتماعات بايدن في جولاته للشرق الأوسط، بما في ذلك اجتماعاته الثنائية مع رؤساء الإمارات ومصر والعراق وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ونال إشادة من البيت الأبيض.

ويعرّف هوكستين نفسه بأنه يهودي أرثوذكسي، رغم أنه لا يرتدي الكيباه، ولا تزال الأوساط اليهودية في الحزب الديمقراطي تتذكر كيف أنه قبل 17 عاماً  جلس مع 25 ممثلاً يهودياً آخر على أرضية مركز المؤتمر لقراءة لفيفة من التوراة والكتب الدينية اليهودية.

عرّاب ترسيم الحدود البحرية

ويقود الوسيط الأمريكي، هوكستين، ملف المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، حيث قدّم مؤخراً اقتراحاته الأخيرة إلى لبنان بعد أن وافقت عليها إسرائيل، ثم تسلّم الملاحظات اللبنانية وأوصلها إلى تل أبيب.

وأمس أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن بلاده تنتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأمريكي مع الإسرائيليين لتحديد مسار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

اقرأ أيضاً|| لبنان يتلقى عرضاً أمريكياً بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل.. بري يكشف التفاصيل

والخميس، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصدر سياسي لم تسمه، أن رئيس الوزراء يائير لابيد يرفض ملاحظات لبنان على نص مسودة الاتفاق حول الحدود البحرية التي قدمها الوسيط الأمريكي الأسبوع الماضي.

وسبق ذلك، إعلان الرئاسة اللبنانية في بيان، أن ملاحظات بيروت على مسودة اتفاق لترسيم الحدود تضمن حقوقها في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي.

ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً، وتتوسط واشنطن في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.