بقلم "علي تمي"
لاشك أنها فرصة ذهبية، جاءت على طبق من ذهب لحزب "الاتحاد الديمقراطي" عندما أعلن المجلس الوطني الكردي استعداده للتفاوض معه رغم كل ما قام به في وقتٍ سابق، من انتهاكات بحق أنصاره ومطاردة قياداته في كل زواية وغرفة، محاولاً تصفيتهم تارةً ورميهم إلى خارج الحدود تارةً أخرى، ولا سيما أن مصير العشرات منهم لايزال مجهولاً وغير معروف، في محاولة لإنهاء وجودهم على الأرض وبالتالي الاستفراد بقيادة المنطقة، إلا أنه وجد نفسه بين ليلة وضحاها معزولاً من المجتمع الدولي وفاقداً للثقة بالأمريكان بعد عمليتي (عفرين ورأس العين). هذا وبالمقابل فإن روسيا طالبت برأسهم وسلاحهم مقابل حمايتهم من المعارضة السورية والجيش التركي في شرق الفرات. العودة إلى لغة العقل والابتعاد عن الغرور رغم تأخر "الاتحاد الديمقراطي" في تحديد بوصلته بشكل يتوافق مع الوقائع السياسية والعسكرية في المنطقة التي لايمكن القفز عليه، فيما يرى المراقبون أن قيادة هذا الحزب بدأت تفهم المعادلة السياسية وتلعبها بشكل صحيح، رغم تأخرها عندما أقرّت في وثيقة التفاهم السياسية مع المجلس الوطني الكردي وبضمانات أمريكية، معتبرةً نفسها جزءاً من المعارضة السورية وبأن تركيا دولة صديقة للشعب السوري بما فيه الكرد، وهذا يعتبر الجسر الوحيد الذي يمكن أن يعبر عليه "الاتحاد الديمقراطي" نحو المحافل الدولية وإنقاذ مشروعه من الزوال، وبالتالي لا خيار ثالث إلا بالعودة إلى لغة العقل والمنطق وحماية نفسه وتاريخه من الزوال . شروط أمريكية لاستمرار الدعم والحماية من المعلوم للجميع أن التحالف بين أنقرة وواشنطن (قديم جديد) ومن يراهن على الخلافات بينهما فهو لايملك (ذرة عقل ) لأن تركيا وأمريكا حليفتان تجمعها الكثير من الأمور العسكرية والاقتصادية والأمنية) منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فتركيا دولة مهمة بالمنطقة ولديها تاريخ ممتد إلى ما قبل الإمبراطورية العثمانية، وبالتالي لديها جذور ثقافية واجتماعية مع المكونات والطوائف والقوميات في الشرق الأوسط، وبناءً عليه لا يمكن لواشنطن أن تتجاوز حليفتها في المنطقة لأهمية موقعها الجيوسياسي إرضاءً لبعض أحزاب كردية صغيرة لاحول لها ولا قوة، وهناك تجارب أخرى في المنطقة نجحت في تجاوز هكذا حالات، فمثلاً إقليم كردستان يمارس سياسة العقل والمنطق بشكلها المطلوب عندما فتح أبوابه أمام الشركات التركية والإيرانية، ومرر مصالحهما بشكل أو آخر لكي لاتعرقلا عجلة التطور في الإقليم والمحافظة على الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، وبناء على ما ذكرت فــ واشنطن لديها الشروط التي من المطلوب أن ينفذه الاتحاد الديمقراطي لاستمرار الدعم والحماية له، وهي:- [tie_list type="checklist"]
- اعتبار تركيا دولة صديقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
- أن يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي نفسه جزءاً من المعارضة السورية.
- الابتعاد وفك الارتباط مع المحور الإيراني في المنطقة بما فيه ( العمال الكوردستاني).