أطلق الباحث الإسرائيلي هاجاي ريسنيك، رئيس معهد "ريفمان لتطوير النقب"، تحذيراً لافتاً من أن منطقة النقب قد تشهد انفجاراً أمنياً جديداً يشبه أحداث 7 أكتوبر، إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في تجاهل المطالب المدنية والحقوق الأساسية للمجتمع البدوي هناك.
في تصريحات سبقت جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وصف ريسنيك الوضع في الجنوب الإسرائيلي بـ"الكارثي"، مشيراً إلى أن غياب العدالة في مجالات التعليم، التوظيف، والسكن الكريم يخلق بيئة خصبة للتطرف. وقال: "إذا كانت إسرائيل تخشى من تكرار 7 أكتوبر، فعليها أن تتحرك الآن قبل فوات الأوان".
وبحسب ما نقلته صحيفة "معاريف"، فإن التقرير الأمني الذي سيعرضه ريسنيك يتضمن معلومات حساسة عن انتشار مخازن السلاح في النقب، في ظل غياب واضح لإنفاذ القانون وتراخي الأجهزة الأمنية. وأضاف: "التهديد لم يعد نظرياً، بل أصبح أقرب من أي وقت مضى، حتى قبل استكمال التحقيقات حول ما جرى في 2023".
وفي تحذير مباشر، قال ريسنيك: "مجزرة جديدة قد تنطلق من داخل النقب"، مشدداً على أن التهديد لا يقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل يمثل خطراً وجودياً على الدولة بأكملها.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى محاربة "تعدد الزوجات" بين بدو النقب، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لصرف الأنظار عن القضايا الجوهرية المتعلقة بالتمييز والتهميش.
رغم هذه التحذيرات، شدد ريسنيك على أن غالبية السكان البدو في النقب ملتزمون بالقانون، ويسعون لحياة طبيعية، لكن الفراغ الحكومي سمح لعناصر متطرفة باستغلال الوضع، وتعزيز الروابط بين النقب وغزة والضفة الغربية.
هذه التصريحات تأتي في وقت تتزايد فيه المواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في النقب، وسط تصاعد الغضب الشعبي من سياسات الهدم والإخلاء، وغياب الخدمات الأساسية في القرى غير المعترف بها.