أفاد موقع بوليتيكو الأمريكي، اليوم الجمعة، بأن أيرلندا توشك على انتخاب رئيسة مثيرة للجدل تعارض الناتو وتنتقد الاتحاد الأوروبي، في خطوة تعكس تحوّل المزاج الشعبي نحو الأصوات المناهضة للمؤسسة التقليدية.
مرشحة معادية للناتو تتصدر
وبحسب الموقع فإن المرشحة المستقلة كاثرين كونولي، النائبة الاشتراكية السابقة وعمدة مدينة غالواي سابقًا، تتصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، متقدمة بفارق واسع على منافستها الوحيدة هيذر همفريز من حزب "فاين غايل" الوسطي، إذ منحتها آخر استطلاعات الرأي نحو 55.7% مقابل 31.6% لمنافستها.
ونقلت عن مصادر أن كونولي، البالغة من العمر 68 عامًا، تتصرف وكأن الفوز بات في جيبها، بعد حملة انتخابية قلبت التوازنات السياسية في بلد اعتاد أن يتعامل مع منصب الرئيس باعتباره دورًا رمزيًا وشرفيًا، لكن هذا المنصب، الذي شغله في السابق رموز من المعارضة مثل ماري روبنسون ومايكل د. هيغينز، تحول خلال العقود الأخيرة إلى منبر شعبي يعبّر عن الغضب من النخبة السياسية في دبلن.
وكما فعل سلفُها هيغينز، تتبنى كاثرين كونولي خطابًا حادًا ضد إسرائيل وحربها على غزة، وهو موقف لقي صدى واسعًا في الشارع الأيرلندي المعروف بتعاطفه التاريخي مع الفلسطينيين، لكنها ذهبت أبعد من ذلك حين دافعت عن حق حركة حماس في أن تكون جزءًا من أي كيان فلسطيني مستقبلي؛ ما أثار انتقادات حادة من رئيس الوزراء ميشال مارتن ووزير الخارجية سيمون هاريس.
ويُراهن مراقبون على أن مواقفها لا تقتصر على الشرق الأوسط؛ فهي من أبرز منتقدي خطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز الإنفاق الدفاعي، وسبق أن شبّهت زيادة التسلّح الألماني الحالية بـ"عسكرة ثلاثينيات القرن الماضي"، في إشارة إلى ألمانيا النازية، وهو تصريح أثار صدمة في الأوساط الأوروبية، لكنها تمسّكت به دون تراجع.
كما أعلنت معارضتها لمبادرة "تسليح أوروبا" التي تهدف إلى ضخ 800 مليار يورو في القدرات الدفاعية، معتبرة أنها "تتناقض مع روح أوروبا المسالمة".
وخلال مناظرة تلفزيونية قبل أيام، سُئلت كونولي كيف ستتعامل مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المقبلة إلى أيرلندا، فردت ببرود لافت: "إذا كان لقاءً بروتوكوليًا، فسأصافحه، لكن إن كان الحديث عن غزة، فالوضع مختلف تمامًا"، مضيفة أن "الإبادة في غزة موّلتها الأموال الأمريكية".
