أفاد تقرير أميركي بأن الولايات المتحدة أرسلت، يوم الاثنين، مشروع قرار إلى عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي يقضي بإنشاء قوة استقرار دولية في قطاع غزة لمدة لا تقل عن عامين، في خطوة تهدف إلى تثبيت الهدنة وتغيير الواقع الأمني والسياسي في القطاع.
ونقل موقع "أكسيوس" (Axios) الأميركي عن مصادر مطلعة قولها إن المقترح الأميركي ينص على أن تتولى هذه القوة تأمين الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وضمان استقرار الأوضاع الميدانية بعد أشهر من المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس.
ليست قوة حفظ سلام تقليدية
وبحسب التقرير، فإن القوة المقترحة لن تكون قوات حفظ سلام على النمط الأممي التقليدي، بل ستعمل على دعم استقرار القطاع والإشراف على تنفيذ بنود خطة إعادة الإعمار. كما ستكلف بمهمة حماية الممرات الإنسانية داخل غزة وضمان استمرار تدفق المساعدات، إضافة إلى تدريب وحدات الشرطة الفلسطينية ضمن برنامج أمني دولي.
ويتضمن المشروع كذلك بندًا خاصًا بـ "نزع سلاح حركة حماس"، إما طوعًا أو من خلال آلية ميدانية تشرف عليها القوة الدولية بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية والعربية المعنية.
ترامب: الهدنة “صلبة وليست هشة”
يأتي هذا التحرك بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" (CBS)، أن الهدنة بين إسرائيل وحماس في غزة "صلبة وليست هشة"، مشيرًا إلى أن بلاده قادرة على "القضاء على حماس فورًا إذا لم تتصرف بصورة جيدة"، على حد تعبيره.
وأضاف ترامب: "يمكن نزع سلاح حماس بسرعة إذا أردنا ذلك، وهم يعرفون هذا جيدًا".
تصريحات ترامب تأتي في سياق خطة أميركية من 20 نقطة كان قد طرحها الشهر الماضي، تقضي بـ تجريد القطاع من السلاح وتسليم إدارته إلى لجنة تكنوقراط فلسطينية مؤقتة تحت إشراف دولي، إلى جانب الانسحاب الإسرائيلي التدريجي وبدء عملية إعادة الإعمار.
مواقف متباينة من خطة نزع السلاح
في المقابل، أكدت حركة حماس أن مسألة نزع السلاح "معقدة وتتطلب توافقًا فلسطينيًا واسعًا"، مشددة على أن أي ترتيبات تخص الأمن في غزة يجب أن تمر عبر حوار وطني شامل.
أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فقد طمأن الإسرائيليين إلى أن "قطاع غزة لن يشكل تهديدًا على إسرائيل بعد الآن"، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي لتل أبيب هو تحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح بالتعاون مع واشنطن.
وقال نتنياهو: "نعمل مع الولايات المتحدة على خطة شاملة لتغيير واقع القطاع وضمان ألا يعود مصدر خطر على مواطنينا".
اتفاق تبادل الرفات والأسرى
وتتزامن التحركات السياسية مع استمرار تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، والذي نص على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء – وهو ما تم فعلاً – إضافة إلى تبادل رفات القتلى بين الجانبين.
وبحسب مصادر إسرائيلية، أعادت حركة حماس حتى الآن جثث 20 رهينة، فيما لا يزال 8 آخرون مفقودين، بينما تسلمت إسرائيل رفات 15 فلسطينياً مقابل كل رهينة إسرائيلية في إطار عملية تبادل متزامنة نص عليها اتفاق غزة.