تقترب الأزمة السودانية من منعطف حاسم بعد إعلان مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا مبدئياً على هدنة لمدة ثلاثة أشهر، استناداً إلى خطة "المجموعة الرباعية" التي تضم الإمارات، الولايات المتحدة، السعودية، ومصر، والمعلنة في 12 سبتمبر الماضي.
تفاصيل المفاوضات والاتفاق
وأوضح بولس، في تصريحات أدلى بها من القاهرة الاثنين، أن مناقشات فنية ولوجستية تجري حالياً قبل التوقيع النهائي على الاتفاق، مؤكداً أن ممثلين عن الطرفين موجودون في واشنطن منذ فترة لبحث التفاصيل النهائية.
وأشار إلى أن الهدنة المقترحة "تشكل فرصة حقيقية لإنهاء الأزمة"، مبيناً أن الجيش والدعم السريع يناقشان ورقة أمريكية مدعومة من الرباعية تهدف إلى تحقيق السلام وإنهاء الصراع، الذي بات يمثل تهديداً لأمن الإقليم والعالم، خصوصاً البحر الأحمر.
كما شدد بولس على أن الأولوية الآن للقضايا الإنسانية ووقف الحرب، موضحاً أن خطة الرباعية حظيت بدعم واسع من كل من الاتحاد الأوروبي، الجامعة العربية، الاتحاد الإفريقي، الأمم المتحدة، وكندا.
خطة الرباعية
وتتضمن خطة الرباعية هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر للسماح بإدخال المساعدات، يليها إطلاق عملية سياسية خلال تسعة أشهر، مع استبعاد عناصر تنظيم الإخوان من أي دور في المرحلة الانتقالية المقبلة.
لقاء مرتقب بين البرهان وحميدتي
تزامناً مع ذلك، كشفت تسريبات دبلوماسية عن احتمال عقد لقاء قريب في القاهرة بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لبحث سبل إنهاء الحرب الدائرة منذ أبريل 2023.
ونقلت الباحثة أماني الطويل، مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبر صفحتها في "فيسبوك"، أن اللقاء المرتقب يأتي بعد تهديدات أطلقها حميدتي باجتياح مدن جديدة، مشيرة إلى أن بعض تفاصيل الاجتماع لا تزال قيد النقاش.
تصاعد المخاوف الإنسانية
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد القلق الدولي من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، حيث تشير تقديرات إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليون آخرين منذ اندلاع الحرب، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية تُقدّر خسائره بمئات المليارات من الدولارات.
وتزايدت المخاوف بعد سقوط مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، بيد قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر الماضي، وامتداد المعارك إلى إقليم كردفان، رغم تأكيد حميدتي أن السيطرة على الفاشر "تدعم وحدة السودان".