يعود النجم الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد الإسباني، مساء الثلاثاء إلى ملعب أنفيلد لمواجهة ليفربول، في محاولة لتأكيد عودته القوية إلى قمة مستواه وتجاوز الذكريات المؤلمة من "الليلة الكابوسية" التي عاشها في نفس الملعب قبل أقل من عام.
تلك المواجهة السابقة انتهت بخسارة ريال مدريد بهدفين دون مقابل، في أداء باهت شهد إهدار مبابي ركلة جزاء حاسمة، ما أدخله في أزمة ثقة نادرة. في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى المهاجم الفرنسي على أنه المنقذ للفريق الملكي بعد سلسلة من 3 هزائم في 5 مباريات، لكنه فشل في إحداث الفارق حينها.
نقطة التحول الذهنية لمبابي
عقب تلك الخسارة، واصل ريال مدريد تراجعه بخسارة أخرى أمام أتلتيك بلباو في الدوري الإسباني، ما شكل نقطة تحول في مسيرة مبابي. فقد أجرى مراجعة ذاتية عميقة أعادته إلى المسار الصحيح.
وقال قائد منتخب فرنسا في مؤتمر صحفي:
"غيرت عقليتي لأنني أدركت أنني وصلت إلى القاع، ولم يعد أمامي سوى الصعود. قلت لنفسي إنه يجب أن أثبت أنني لاعب قادر على مساعدة الفريق، وقد فعلت ذلك".
وأضاف مبابي:
"كنت أفكر كثيرًا داخل الملعب، وهذا يؤثر على الأداء. الآن ألعب بعفوية أكبر، لأنني لم أنتقل إلى مدريد لأكون لاعبًا عاديًا".
أفضل انطلاقة في مسيرته
يعيش مبابي حاليًا أفضل بداية موسم في مسيرته الاحترافية، مسجلًا 18 هدفًا في 14 مباراة في بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
تألقه في الكلاسيكو أمام برشلونة وقيادته للفريق في المباريات الكبرى أعادا له الثقة، بعد خيبة أمل مونديال الأندية في الولايات المتحدة، حين خسر ريال مدريد 0-4 أمام باريس سان جيرمان.
ولم يحقق أي لاعب في ريال مدريد انطلاقة تهديفية مماثلة منذ أيام كريستيانو رونالدو عام 2015، حين سجل 20 هدفًا في أول 11 مباراة. كما أصبح مبابي أول لاعب من الفريق يفوز بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي منذ النجم البرتغالي نفسه.
مقارنات مع كريستيانو رونالدو
وفي مقابلة مع صحيفة "ماركا" الإسبانية، قال مبابي:
"كريستيانو هو المرجع هنا في مدريد، هو الرقم واحد. ما زلت في بداية الطريق، وسأنتظر طويلًا قبل أن يقارنني الناس به فعليًا".
ورغم تواضعه، فإن تألقًا جديدًا الليلة في أنفيلد قد يمنح النجم الفرنسي دفعة إضافية نحو تحقيق حلميه الأكبرين: الفوز بدوري أبطال أوروبا والكرة الذهبية.