بيتكوين: 112,857.00 الدولار/ليرة تركية: 41.58 الدولار/ليرة سورية: 12,895.15 الدولار/دينار جزائري: 129.46 الدولار/جنيه مصري: 48.04 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
تصاريح خاصة

خطة ترامب لغزة.. حل إنقاذي جذري أم "فخ" للفلسطينيين؟

خطة ترامب لغزة.. حل إنقاذي جذري أم "فخ" للفلسطينيين؟

منذ أن كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مبادرته الجديدة بشأن قطاع غزة، بدا واضحًا أن واشنطن تحاول صياغة مشهد سياسي وأمني مختلف، يوحي بوجود أفق لإنهاء الحرب، لكنه في الوقت نفسه يعيد إنتاج أدوات السيطرة بطرق جديدة. المبادرة التي تتألف من عشرين بندًا وُصفت بأنها "تاريخية"، وحظيت بقبول مبدئي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما اكتفت حركة حماس بالتأكيد أنها ستدرس تفاصيلها مع بقية الفصائل قبل إعلان الموقف الرسمي، إلا أنّ خبيراً حذّر من أن الخطة هي عبارة عن "احتلال بلباس جديد".

 

ملامح الخطة الأميركية

الخطة التي أعلن عن تفاصيلها البيت الأبيض مساء أمس الاثنين، تقوم على مقايضة جوهرية، وهي تسليم السلاح من جانب حماس وضمان عدم عودة الفصائل المسلحة إلى الميدان، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي ومشروط يُراقَب عبر آلية دولية أو قوة انتقالية تُمنح صلاحيات في إدارة الشؤون المدنية وإعادة الإعمار. 

كما تتضمن بنودًا خاصة بملف الرهائن، حيث يجري الحديث عن إعادة الأسرى الإسرائيليين على مراحل، في مقابل تخفيف العمليات العسكرية والسماح بإدخال المساعدات. 

وتطرح كذلك إنشاء هيئة إشرافية تضم شخصيات دولية، من بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لقيادة مرحلة إعادة الإعمار وترتيب الوضع الإداري داخل القطاع.

الحسابات الإسرائيلية والفلسطينية

من الناحية الإسرائيلية، جاء موقف نتنياهو متوقعًا، فالمبادرة تمنح تل أبيب مظلة سياسية وأمنية تجعلها قادرة على الحفاظ على نفوذها العسكري دون أن تبدو كقوة احتلال مباشر. 

كما أنها تنقل عبء إعادة الإعمار إلى المجتمع الدولي وتخفف الضغوط السياسية والاقتصادية عن إسرائيل، مع بقاء ملف الرهائن ورقة تفاوضية في يدها. 

ورغم وجود أصوات معارضة في الداخل الإسرائيلي تخشى أن يتيح الانسحاب الجزئي عودة نفوذ حماس، فإن الحكومة تعتبر أن وجود قوة دولية أو آلية إشرافية سيشكّل صمام أمان يمنع أي تحرك فلسطيني خارج السيطرة.

وعلى الجانب الفلسطيني، تبدو الريبة حاضرة، فالكثير من الفصائل ترى أن ما يُطرح ليس سوى صياغة جديدة للهيمنة، والدكتور إياد القرا، الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، أوضح خلال حديث لوكالة ستيب نيوز أن "المقترح الأميركي الأخير، الذي يتضمّن جانبًا من الوساطة، في جوهره يقود إلى إدارة قطاع غزة بطريقة تخضع لسيطرة أميركية تحت مسميات مختلفة"، مشددًا على أن الفلسطينيين يرفضون هذه الصيغة لأنها "تفتقد لأي صفة وطنية حقيقية وتقدَّم كحلّ ينقذ الاحتلال الإسرائيلي من مسؤولياته ويُبقي الجيش الإسرائيلي المسيطر عسكريًا وأمنيًا على القطاع، فيما تتولّى جهة دولية أو جسم فلسطيني مُنتقًى إدارة الشؤون المدنية والخدمات".

“احتلال بلباس جديد”

القرا حذّر من أن البند المتعلق بنشر قوة دولية "عمليًا أقرب إلى احتلال بلباس آخر"، معتبرًا أن أي جهة خارجية ستصبح خاضعة للتنسيق مع الجيش الإسرائيلي ولن تكون قادرة على حماية مصالح الفلسطينيين أو فرض استقلالية فعلية. 

وأضاف: "كما هو الحال في مناطق أخرى، لن تمنع هذه الجهات إسرائيل من الاعتداء، كما يحصل في سوريا أو لبنان أو غيرهما".

ويذهب القرا أبعد من ذلك في حديثه عن البُعد السياسي، إذ اعتبر أن "الطريقة التي يجري الحديث عنها لإدارة غزة هي تدخل سافر"، مشيرًا إلى أن الأميركيين يسعون إلى استبعاد حركة حماس والفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية من إدارة القطاع، لصالح "جسم فلسطيني مُرضي لإسرائيل وأميركا، أقرب لأن يكون أداة إسرائيلية أميركية". 

وهذا الطرح يعكس قلقًا من أن تتحول غزة إلى كيان وظيفي يُدار بآليات خارجية، بعيدًا عن المرجعيات الفلسطينية الشرعية.

المخرج الحقيقي

من وجهة نظر القرا، المخرج الحقيقي لا يكمن في فرض هيئات انتقالية أو أجسام مصطنعة، بل في الاستجابة للضغوط الشعبية والدولية للاعتراف بحل الدولتين. 

ويرى أن ذلك "يمنح غزة والضفة كيانًا وطنيًا واحدًا، ويضع حدًّا لهيمنة الاحتلال والحرب المستمرة"، مؤكدًا أن أي خطوات لا تُترجم فعليًا على الأرض ستبقى رمزية وغير قادرة على إنهاء معاناة الفلسطينيين.

الأبعاد الإقليمية والدولية

على المستوى الإقليمي، رحّبت بعض العواصم العربية بوجود مسار تفاوضي يوقف الحرب، لكنها متحفظة على الصياغات التي قد تُقصي الفلسطينيين من إدارة شؤونهم. 

أما في أوروبا، فيرى كثيرون أن المبادرة قد تفتح نافذة للمساهمة في إعادة الإعمار، لكنهم يخشون من أن تتحول هذه الجهود إلى غطاء لاستمرار السيطرة الإسرائيلية. 

في المقابل، تسعى واشنطن إلى تقديم نفسها وسيطًا فعالًا، غير أن كثيرًا من المراقبين يشيرون إلى أن الأولوية الحقيقية للإدارة الأميركية تبقى ضمان الأمن الإسرائيلي قبل أي شيء آخر.

هل ستنجح خطة ترامب؟

تُظهر خطة ترامب أنها محاولة لإعادة تشكيل الوضع في غزة، لكنها تظل عاجزة عن الإجابة عن السؤال الأهم: من يملك السيادة والقرار؟، كما ان حركة حماس والفصائل الفلسطينية وقعت بين "نارين"، إما القبول بالخطة التي يراها البعض "هزيمة لها" وإنقاذ ما تبقى من أرواح سكان غزة ومنع تهجيرهم، أو رفضها ليكون بذلك قد حصلت إسرائيل على الضوء الأخضر الأمريكي بـ"حرق غزة" محملين حماس والفصائل مسؤولية رفض الحل.

وبينما ترى إسرائيل أن هذه فرصة لتخفيف الأعباء وتكريس السيطرة، ينظر إليها الفلسطينيون على أنها "احتلال بغطاء دولي"، وفرض للأمر الواقع. 

حديث الدكتور إياد القرا عكس بوضوح رفض هذه المقاربة الأمريكية، محذّرًا من خطورة فرض أجسام خارجية على حساب المرجعيات الوطنية، ومشدداً أن المسار الحقيقي يبقى مرتبطًا بالاعتراف الجدي بحل الدولتين، لا بالبحث عن صيغ انتقالية مؤقتة قد تطيل أمد الأزمة أكثر مما تحلها.

اقرأ أيضاً|| خطة ترامب ذات الـ21 بندًا هل تنهي حرب غزة أم في طياتها "ألغام سياسية"؟.. خبير يكشف معوقات قد تحبط ما يسعه إليه الرئيس الأمريكي

 

المقال التالي المقال السابق