ـ تهديد نووي جديد يقلق الغرب والعالم
ووفقاً لتقارير عبرية، فإن هذا التطور قد يُغيّر موازين القوى الإقليمية والعالمية، ويُشكّل تحديات جديدة للولايات المتحدة والهند، في أعقاب الضربات التاريخية التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب ضد المنشآت النووية الإيرانية. وإلى ذلك، أفادت التقارير أن برنامج باكستان للصواريخ الباليستية العابرة للقارات قد توسع منذ صراع مايو 2018 مع الهند، وبينما تقول باكستان رسميا: إن ترسانتها النووية تُستخدم لردع الهند فقط، يشتبه مسؤولون أمريكيون في أن تطوير الصواريخ يهدف إلى ردع أي عمل عسكري أمريكي محتمل، سواءً كان ذلك ضربات استباقية على المنشآت النووية أو تورطا في صراعات بين الهند وباكستان. ويمثل هذا تحولا كبيرا عن برنامج الصواريخ الباكستاني السابق، الذي ركز بشكل أساسي على التهديدات الإقليمية. والصاروخ الباليستي العابر للقارات هو نظام تسليح متطور قادر على حمل رؤوس نووية لمسافات تتجاوز 5500 كيلومتر، وغالبا ما تكون الصواريخ الحديثة من هذا النوع مزودة بأنظمة MIRV (مركبة إعادة دخول متعددة) التي تسمح لها بضرب أهداف متعددة بإطلاق واحد. وتشمل الدول التي يُقال حاليا إنها تمتلك ترسانات نشطة من هذه الصواريخ إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والهند وكوريا الشمالية. وحتى الآن، كانت باكستان الدولة النووية الوحيدة التي تفتقر إلى هذه القدرة، لكن إذا ثبتت صحة التقارير، فقد يستلزم هذا التطور تغييرا جذريا في السياسة الأمريكية. وكما أشار مسؤولون أمريكيون، إذا امتلكت باكستان صاروخا باليستيا عابرا للقارات، فلن يكون أمام واشنطن خيار سوى التعامل معها كخصم نووي - إذ لا تُعتبر أي دولة أخرى تمتلك صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على استهداف الولايات المتحدة صديقة. وتشير التقارير إلى أن سعي باكستان لامتلاك قدرات صاروخية بعيدة المدى مدفوعٌ بعلاقاتها الوثيقة مع الصين، ورغم أن الصين لم تدعم علنا تطوير باكستان للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، إلا أنها دأبت على تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية ربما حسّنت بشكل غير مباشر بنيتها التحتية الصاروخية. وقد يشمل الدعم الصيني موافقةً ضمنية على مثل هذه البرامج، مما قد يزيد من تعقيد الوضع الاستراتيجي للهند والولايات المتحدة. ولعقود، اعتبرت باكستان ترسانتها النووية ثقلا موازنا لتفوق الهند التقليدي، ويمثل قرار تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات تصعيدا في سباق التسلح في المنطقة. ونظرا للتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والدول النووية، بما في ذلك روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، فإن انضمام باكستان المحتمل إلى هذه المجموعة سيزيد من تعقيد الوضع. كما أن إمكانية التنسيق الاستراتيجي بين هذه الدول تُمثل سيناريو مقلقا للغاية للاستقرار العالمي، ولطالما أزعجت المخاوف بشأن أمن الأصول النووية الباكستانية والسيطرة عليها صانعي السياسات الأمريكيين. ونظرا لتاريخ البلاد من عدم الاستقرار ووجود منظمات إرهابية، فإن أي توسع في قدراتها النووية بعيدة المدى يثير مخاوف متجددة بشأن الوصول غير المصرح به أو الخروقات الأمنية. ويرتبط تطوير البرنامج النووي الباكستاني ارتباطا وثيقا بالعالم النووي عبد القدير خان، الذي يُعتبر أبا القنبلة النووية الباكستانية. وبحسب تقرير نُشر في موقع "ميدل إيست آي"، كان خان، المولود عام ١٩٣٦ والمتوفى عن عمر يناهز ٨٥ عاما، مسؤولا عن تطوير القدرات النووية للبلاد أكثر من أي شخص آخر.[caption id="attachment_645580" align="alignnone" width="2405"]
