اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، اليوم، محادثاتهما في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، والتي استمرت نحو ساعة وأربعين دقيقة، تناولت ملفات اقتصادية وتجارية حساسة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووفقاً لوكالة الأنباء الصينية شينخوا، أبلغ الرئيس الصيني نظيره الأمريكي أن المفاوضين من الجانبين توصلوا إلى "توافق أساسي" بشأن صفقة تجارية جديدة. وأكد شي خلال الاجتماع أن "تنمية الصين لا تتعارض مع رؤية ترامب لجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، داعياً إلى أن تكون العلاقة بين البلدين قائمة على "الشراكة والصداقة".
من جانبه، قال ترامب خلال اللقاء إنه من الممكن توقيع اتفاق تجاري مع الصين يوم الخميس المقبل، واصفاً شي بأنه "مفاوض صعب"، ومعبراً عن تفاؤله بنجاح المحادثات.
المحادثات تأتي بعد أشهر من التوترات بين البلدين رغم الهدنة التجارية الهشة التي تم التوصل إليها في مايو/أيار 2025، والتي أنهت مؤقتاً الرسوم الجمركية المتبادلة. لكن واشنطن واصلت فرض قيود صارمة على وصول الصين إلى رقائق الحوسبة المتقدمة التي تنتجها شركة "إنفيديا"، فيما شددت بكين في المقابل قيودها على صادرات المعادن النادرة التي تُعد أساسية لصناعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والمعدات العسكرية.
أبرز الملفات المطروحة
تطبيق "تيك توك":
أحد أبرز القضايا المطروحة على الطاولة، حيث أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إمكانية إتمام صفقة بيع التطبيق الصيني لمشترٍ أمريكي خلال اللقاء. ورغم شح التفاصيل، اعتُبر ذلك – إن تحقق – إنجازاً جديداً لترامب على الصعيد التجاري.
الرسوم الجمركية:
تعد الرسوم الجمركية نقطة خلاف رئيسية بين البلدين، إذ ألمح ترامب سابقاً إلى إمكانية خفضها مقابل تعاون الصين في الحد من تصدير المكونات المستخدمة في إنتاج مخدر الفنتانيل.
المعادن النادرة ورقائق الذكاء الاصطناعي:
يمثل الملف التكنولوجي أحد أعقد القضايا في العلاقات بين واشنطن وبكين. فبينما تضغط شركات أمريكية مثل "إنفيديا" لتوسيع صادراتها إلى الصين، يصرّ مسؤولون في واشنطن على تقييد هذه التجارة بدعوى الحفاظ على الأمن القومي، خشية استخدام الصين هذه التقنيات في تطبيقات عسكرية. وفي المقابل، تواصل بكين استخدام هيمنتها شبه الكاملة على سوق المعادن النادرة كورقة ضغط، إذ تُكرر أكثر من 90% من هذه المعادن على مستوى العالم.
الوفدان المرافقان
شارك في الاجتماع سبعة مسؤولين من كل جانب.
وضم الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ورئيسة الأركان سوزي ويلز، والسفير الأمريكي لدى الصين ديفيد بيردو.
أما الوفد الصيني فضم وزير الخارجية وانغ يي، ونائب وزير الخارجية ما تشاو شيو، ونائب رئيس مجلس الدولة هي ليفنغ، ورئيس الأركان تساي تشي، ووزير التجارة وانغ وينتاو، ورئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشنغ شانجي.
ورغم عدم صدور بيانات رسمية تفصيلية من البيت الأبيض أو بكين حول نتائج المحادثات، إلا أن مراقبين يرون أن اللقاء شكّل خطوة جديدة في مسار معقد من التنافس الاقتصادي والسياسي بين واشنطن وبكين، وسط تصاعد القضايا العالقة بين الطرفين.
