أكد الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، اليوم الإثنين، أن تقرير المصير لأبناء محافظة السويداء هو "حقّ قطعي لا يمكن التراجع عنه"، مشددًا على أن رؤيتهم تقوم على "الاستقلال التام" للمحافظة الواقعة جنوب البلاد.
انتقادات حادة للحكومة السورية
وفي مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، اتهم الهجري الحكومة السورية بعرقلة أي مفاوضات بشأن أكثر من 600 مختطف من أبناء السويداء، بينهم نساء، مشيرًا إلى أن السلطات لم تلتزم بإخلاء القرى "المنكوبة"، بل "تتمسك بتزييف الحقائق"، على حد وصفه.
ودعا الهجري المجتمع الدولي إلى الاعتراف بما وصفه بـ"الإبادة" التي تعرض لها أهالي السويداء، مطالبًا بكشف حقيقة ما جرى خلال الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة في يوليو الماضي، والتي خلّفت تبعات أمنية وإنسانية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد المحلي.
يأتي ذلك بعد أيام من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمرار وجود القوات الإسرائيلية في المناطق التي سيطرت عليها في الجنوب السوري، بما في ذلك محيط جبل الشيخ، مشيرًا إلى أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري بشأن "تجريد جنوب غرب سوريا من السلاح وحماية الدروز".
ملف السويداء... بين المطالب المحلية والتجاذبات الإقليمية
يُعد ملف السويداء من أكثر الملفات تعقيدًا في سوريا، حيث تتداخل فيه المطالب الحقوقية لأبناء المحافظة مع الحسابات الأمنية والسياسية الإقليمية، وتأتي تصريحات الهجري في وقت حساس، وسط تصاعد الدعوات المحلية والدولية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
يذكر أن الحكومة السورية أعلنت الشهر الفائت عن خارطة طريق لحل ملف السويداء إلى جانب الولايات المتحدة والأردن، وتضمنت الخارطة عدة نقاط تتراوح بين السياسية والأمنية والإنسانية، إلا أن الشيخ الهجري رفضها وجدد مطالبه بـ"الاستقلال".