التبرع بالأعضاء
قد يبدو مفهوماً مخيفاً أن تتخلى عن جزء من جسدك، وتتساءل ما الذي يجبر أحدهم على إعطاء ما يملك لغيره بدون مقابل.يُعرف التبرع بأنه التبرع بالأنسجة البيولوجية أو بعضو من الجسد البشري، لشخص لديه عضو تالف وبحاجه الى أن يتم استبداله، ويمكن للشخص أن يتبرع بالأعضاء بينما ما يزال على قيد الحياة، شرط ألا يعاني من أمراض معدية أو خطيرة وأن يكون قد أتمّ الـ 21 من عمره، وأن تتوافق شروطه مع الحالة المرضية مع متابعة من الطبيب المختص، ويمكن للمتبرعين الأحياء التبرع بكلية، أو جزء من الكبد، الرئة أو الأنسجة.كما أنّ الأشخاص الذي أعلن موتهم دماغيًا يمكن أن يتم التبرع بالأعضاء منهم لإنقاذ حياة شخص أو أشخاص بوهب أو التبرع بأحد أعضائه مثل (الكليتين، البنكرياس، الكبد، الرئتين، القلب والأمعاء). وكذلك بوسع المتبرعين المتوفين التبرع بالعظام، والجلد، وصمامات القلب، والأوردة والقرنية وذلك طبعًا بعد تأكيدهم أثناء حياتهم بأن يكونوا من المتبرعين من خلال تسجيلهم في سجل المتبرعين، كما بوسع عائلته ممارسة حقها في اختيار ما إذا كانت ترغب في أن تتبرع بأعضاء المتوفى. التبرع بالأعضاء.. كل ما يجب أن تعرفه بنظر الطب والدين ومعلومات من 3 دول عربية رائدةأرقام صادمة
ذكرت دراسات طبّية أن عدد مرضى الفشل الكلوي في العالم تجاوز 850 مليون شخص، وهو ضعف عدد مرضى السكري (422 مليون) وأكثر من 20 ضعف عدد المصابين بالسرطان (42 مليون) أو فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" (36.7 مليون).ويحتاج ما يصل إلى 10.5 مليون شخص لغسيل الكلى أو زرع الكلى، ولكن العديد منهم لا يتلقون هذه العلاجات المنقذة للحياة بسبب التكلفة أو نقص الموارد.وفي عام 2016 كان عدد من يحتاجون زراعة قرنيات في العالم أكثر من 12,5 مليون إنسان، وهم بحاجة ماسّة لذلك، وبحسب التقارير لا يتم تغطية إلا جزء يسير من هؤلاء.وفي السعودية وحدها وبحسب إحصائيات 2021 يوجد 21 ألف مريض بالمملكة ينتظرون زراعة أعضاء بينهم نحو 15000 شخص ينتظرون زراعة الأعضاء بشكل فوري لكل من القلب، الكلى، البانكرياس، الرئتين، الكبد والأمعاء.وعدا ذلك يوجد الملايين ممن تتوقف حياتهم على زراعة كبد أو قلب أو أعضاء هضمية نتيجة الإصابة بأمراض معينة.جمعيات متخصصة في التبرع بالأعضاء
بعد تنامي الطلب العالمي على الأعضاء والحاجة للتنظيم ولا سيما مع ظهور عصابات الاتجار بالأعضاء، انتهجت عدد من الدول توجهات لإنشاء مراكز وجمعيات تنظم الأمر.وفي الأردن أنشئت عام 1997 ما يعرف باسم الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء، برئاسة الملكة رانيا العبد الله زوجة العاهل الأردني، ويديرها حالياً الأمير رعد بن زيد.وفي حديث لوكالة "ستيب الإخبارية" مع نائب مدير الجمعية، الدكتور أحمد جميل شاكر، أوضح العديد من القضايا التي تعمل عليها الجمعية من أجل تشجيع وتنظيم التبرع بالأعضاء.يقول الدكتور أحمد شاكر: تهدف الجمعية لتشجيع الناس للتكافل فيما بينهم لتخفيف المعاناة التي تنتج من فقدان أحد أعضاء جسم الإنسان، وتشجيع أولياء أمور الأفراد المتوفين من أجل التبرع بالأعضاء التي يمكن الاستفادة منها في إنقاض حياة إنسان آخر أو تحسين نمط حياته.ويشرح بأن أبرز الأعضاء التي يتم نقلها من شخص لآخر هي " القلب والكليتين والكبد والقرنيتين".ويضيف: ومن أهداف الجمعية إبراز قيمة التبرع بالأعضاء لدى الناس من خلال قيام العلماء المختصين وعلماء الدين وقادة الرأي في المجتمع بإعداد المحاضرات بهذا المجال، وتعمل الجمعية على دعم البحوث العلمية المتعلقة في زراعة الأعضاء، وإبراز النماذج الحيّة المجسدة لأهمية التبرع بالأعضاء من خلال حملات إعلامية في مختلف وسائل الإعلام.3 طرق لعمليات التبرع بالأعضاء
يشرح الدكتور أحمد شاكر كيف تعمل الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء على تحقيق هدفها إضافة لنقل الأعضاء من شخص لآخر.يقول: خلال فترة وجيزة استطعنا الحصول على 5 آلاف قرنية من خلال التعاون مع بنك العيون الأردني، والوقاية من البصر، وتكلفة استيراد مثل هذه الأعضاء ما يزيد عن 7 ملايين دولار، بينما هي الآن توزع مجاناً على المرضى.ويضيف: وصلنا أيضاً تبرعات لأعضاء من أشخاص توفو بحالات الموت الدماغي، مثل تبرعهم بالقلب والرئتين والكبد والكليتين، وجميع الفتاوي الشرعية أكدت أن هذا العمل هو صدقة جارية للمتبرع، وتتلخص بقول "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا".ويشير إلى أنه هناك عمليات تبرع بالأعضاء من شخص حي لآخر، لكنه حتى الآن محصور بين الأقارب.ويتابع: عملية التبرع بالأعضاء تتم بثلاث طرق- أولاً من خلال وصية للشخص بأن يتم التبرع بالأعضاء بعد وفاته، ويتم تعبئة نماذج ورقية للوصية من أجل.
- أما الطريقة الثانية في تبرع الأقارب بأعضاء أحد موتاهم، من خلال الاتصال بالجمعية عند حالة الوفاة لإبلاغها بالأمر، ويتم أخذ القرنيات في حالة الوفاة الكاملة، أو أعضاء أخرى في حالة الوفاة الدماغية.
- أما الطريقة الثالثة وهي التبرع من شخص حي لآخر وهي تجري بنطاق ضيق.