حورات خاصة

ما موقف المعارضة السورية من ثناء حماس على بشار الأسد.. ومتى تبدأ المعركة القادمة بين غزة وإسرائيل؟

أثار شكر بعض قادة حركة حماس الفلسطينية لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وطهران عقب إعلان السلطات الإسرائيلية وقف إطلاق نارٍ مشروط برعاية مصرية، غضب المعارضة السورية، واعتبرت ذلك أمراً “مُداناًً” لا سيّما وأن الأخيرة خرجت في عشرات المظاهرات الداعمة للمقاومة الفلسطينية.

ويرى مراقبون بأن الوضع الحالي لن يستمر وربما قريباً سنشهد اندلاع مواجهات جديدة في فلسطين، تساؤلات كثيرة حول مدة الهدوء التي ستشهدها المنطقة وسبب توجه حماس بالشكر لنظام بشار الأسد وطهران وغضب المعارضة السورية حيال ذلك، يُجيب عنها كلا من رئيس الائتلاف السوري المعارض الدكتور نصر الحريري، والمحلل السياسي الفلسطيني وعضو المجلس الوطني الفلسطيني السابق الدكتور فايز أبو شمالة، ومدير وكالة “ستيب الإخبارية” سامر الأسود في حوارٍ خاص.

بشار الأسد
ما موقف المعارضة السورية من ثناء حماس على بشار الأسد.. ومتى تبدأ المعركة القادمة بين غزة وإسرائيل؟

مناصرة الشعب السوري لفلسطين

يقول رئيس الائتلاف السوري المعارض، الدكتور نصر الحريري: “أولاً تحية عظيمة من سوريا الحرة لأهلنا في كل فلسطين، في القدس وغزة وكل شبر من الأراضي المحتلة، نساءً ورجالاً وأطفالاً الذين انتفضوا جميعاً في مظاهرات واعتصامات ضد ممارسات الاحتلال واعتداءاته، وتحية للرجال الأحرار في غزة الذين وقفوا في وجه اعتداءات الاحتلال وقهروا إرادته وصدوا عدوانه في انتصار عظيم شهد له العالم”.

ويُضيف: “بالنسبة لوقوف السوريين مع فلسطين، المستغرب هو ألا تجد الشعب السوري في الساحات والميادين يناصر شعب فلسطين وليس أن تراهم في كل العالم يرفعون علم فلسطين إلى جانب علم الثورة فالقضية الفلسطينية قضيتنا، والتاريخ يشهد للسوريين بذلك منذ وصول الشيخ عز الدين القسام 1920 وإلى اليوم”.

الحريري يتابع القول: “نحن أصحاب قضية عادلة، نكافح ضد الظلم و الاستبداد، ونقف مع جميع المظلومين في العالم ومن باب أولى أن نقف مع إخوتنا الفلسطينيين، شركائنا في التاريخ والقضية والمعاناة”.

تصريحات مدح بشار الأسد “مُدانة”

وتعليقاً على تصريحات مدح قادة حماس لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، يقول الحريري: “ما نسمعه بين الفينة والأخرى من تصريحات شاذة لبعض القيادات الفصائلية تجاه النظام المجرم وإيران الذين قتلوا وشرّدوا السوريين والفلسطينيين، فهي تصريحات مدانة ولا تمثل الشعب الفلسطيني وبطبيعة الحال لن تؤثر على موقفنا وعلاقتنا العميقة مع إخوتنا في فلسطين”.

ويواصل حديثه: “وأما ما يشاع من دعم النظام المجرم لفلسطين فهو على العكس تماماً لا سيّما في هذه الحرب الأخيرة، فقد شهدنا أن كل أحرار العالم حضروا وتحركوا في نصرة فلسطين في حين غابت هياكل الورق والجعجعة في محور الممانعة المزعوم، الذين لاذوا بصمت القبور”.

وأردف رئيس الائتلاف القول: “منذ خمسين سنة، وهم يتاجرون بتحرير فلسطين ويسحقون الشعوب بحجة ذلك الزعم الفارغ، ولم ترَ منهم فلسطين ولا الأمة إلا ممانعة حرية الشعوب واستقلالها، وإلا القمع والقتل والتهجير للأحرار؛ في ممارسات لا تقل بشاعة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، هذا المحور البائس لا يشغل باله فلسطين ولا القدس بل هو مشغول اليوم بتهريب المخدرات وقتل الأحرار في سورية واليمن ولبنان والعراق”.

بشار الأسد
رئيس الائتلاف السوري المعارض الدكتور نصر الحريري

لماذا شكر قادة حماس بشار الأسد وطهران؟

يقول المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة: “‏كما أن قطاع غزة محكوم بالجغرافية، التي فرضت عليه أن يقيم علاقات مع النظام المصري، وأن يلتزم بعد المس الإعلامي بصورة النظام، وأن يمجد الرئيس المصري الذي فتح المعابر ولو جزئياً وسمح بإدخال بعض البضائع، فإن حركة حماس محكومة أيضاً بالتسليح والإمدادات العسكرية، ولا يخفى على أحد أن إيران هي المورد الوحيد للسلاح في قطاع غزة، وهذا الذي ألزم إسماعيل هنية، أن يشكر الجمهورية الإسلامية في إيران خلال خطاب النصر الذي ألقاه من الدوحة”.

ويضيف: “‏سبق وأن علقت غزة صورة قاسم سليماني وسط أهم الميادين في غزة، وذلك يعزز التأكيد أن لإيران دور كبير في مساعدة المقاومة، وتقديم كافة أشكال الدعم”.

أبو شمالة يتابع كلامه: “‏العلاقة مع إيران تقودنا إلى العلاقة مع سوريا، فقد نجح حزب الله في تسهيل وصول صواريخ كورنيت الروسية إلى غزة، وهذه الصواريخ هي السبب في تعجيز الجيش الإسرائيلي عن اقتحام غزة، ‏صواريخ كورنيت ما كانت لتصل إلى غزة لولا الدعم اللوجستي والعسكري السوري، ‏من هنا كان الشكر لسوريا ومن هنا كان الشكر لإيران”.

مؤكداً “‏وللتأكيد، قبل أسبوع من هذا التاريخ تم تصفية، كمال غناجة، أحد قادة حماس في مخيم اليرموك وقطع رأسه، والدلائل تشير إلى الموساد الإسرائيلي، لأن كمال غناجة كان حلقة الوصل في إيصال السلاح من إيران وسوريا إلى المقاومة في قطاع غزة، و‏حسن العلاقة مع سوريا لا يعني معاداة المعارضة ومحاربتها ‏وإنما الجغرافية والدعم والتسليح قد فرض على حركة حماس، وغيرها من الفصائل الفلسطينية أن تمد اليد لكل جهة عربية أو إسلامية جاهزة لأن تمد غزة بالسلاح”.

مضيفاً “‏وللعلم، فإن الدعم التركي ودعم المعارضة السورية للمقاومة في غزة لا يتعدى الدعم السياسي والمعنوي وربما بعض المساعدات المالية من تركيا، ولكن تركيا حذرت جداً بحكم وجودها ضمن حلف الناتو، حذرت جداً في موضوع السلاح، فلم تقدم لغزة شيئاً منه، ودورها الداعم لغزة يقتصر على المساعدات المالية والدعم السياسي”.

التجهيز لمعركة جديدة على قدم وساق

وفيما يخص المدة التي ستشهد فيها المنطقة الالتزام بوقف إطلاق النار والتهدئة، قال المحلل السياسي الفلسطيني: “‏التهدئة مع العدو الإسرائيلي مؤقتة، حتى لو طالت مدتها لشهر أو سنة، فالاستعداد والتجهيز على قدم وساق لمعركة قادمة”.

ويواصل كلامه: “‏العلاقة ما بين المحتل القاتل وأصحاب الأرض هي علاقة صراع مفتوح، فقد تسكن البنادق لفترة لتعاود الفعل، لذلك فإنني أقدر أن هذه التهدئة مؤقتة، وعوامل تفجر الصراع قائمة، ولا سيما بعد أن اكتشفت المقاومة قدراتها وطاقتها وقوتها في المواجهة، وبعد أن اكتشف العدو الإسرائيلي أنه لا يستطيع العيش تحت تهديد السلاح، وتحت ضغط المقاومة التي تفرض عليه الجمع بين غزة المحاصرة والقدس”.

وبحسب أبو شمالة فإن “الاعتداءات الإسرائيلية على القدس لن تتوقف، والأطماع الإسرائيلية لن تتوقف، والمقاومة ربطت وجودها والتهدئة بالقدس، وهذا معزز للعودة إلى الاشتباك، ‏و أظن أن زيارة الوفد المصري لغزة للمرة الثانية منذ وقف إطلاق النار، مؤشر على هشاشة الوضع، وإمكانية التفجر في كل لحظة”.

قائلاً: “طالما هناك عدو وعدوان وتآمر وأطماع صهيونية فهناك مقاومة، الإصبع على الزناد والقذائف جاهزة”.

المحلل الفلسطيني لفت أيضاً إلى أن “الداخل الإسرائيلي قد شعر بالهزيمة والضعف، وهذا الذي قد يحفز القيادة الحالية على القيام بعمل استعراضي يعيد للجيش هيبته، وهذا أيضاً يؤكد على أن التهدئة مؤقتة، وقد فرضت على الطرفين المتصارعين فرضاً”.

بشار الأسد
المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة

روابط مشتركة بين غزة ودمشق وطهران

ومن جهته، يقول مدير وكالة “ستيب الإخبارية” سامر الأسود، تعليقاً على دعم المعارضة السورية للمقاومة الفلسطينية: “المظاهرات الشعبية التي شهدتها مناطق سيطرة المعارضة شمال سوريا دعماً للشعب الفلسطيني، والتعاطف الكبير من جمهور المعارضة حول العالم مع القضية الفلسطينية، نابع من رواسخ متجذرة لدى السوريين عموماً بالوقوف مع فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن جمهور المعارضة السورية خصّيصاً كونه ذاق ولا يزال طعم الظلم والموت والتهجير، مما جعل تعاطفه نابع من معاناة مشابهة لمعاناة الفلسطينيين”.

ويضيف: “لم تكن الصدمة كبيرة لدى السوريين المعارضين لحكم نظام الأسد، من تصريحات قياديين في حماس والتي تضمنت الشكر والثناء لنظامي طهران ودمشق على دعم المقاومة بحسب قولهم، فالجميع في الثورة السورية يعلم علاقة حماس مع إيران ونظام الأسد منذ اليوم الأول للثورة في سوريا”.

الأسود تابع القول: “وجميع من عبر عن تعاطفه من جمهور الثورة السورية مع فلسطين كان يقصد بهذا التعاطف فلسطين الشعب والقضية والأرض وليس الأحزاب والكتل والقيادات المشبوهة، ولدى الجميع قناعة أن خالد مشعل وإسماعيل هنية لا يمثلان القضية الفلسطينية العادلة كما أن أبو محمد الجولاني وأبو عمشة لا يمثلان ثورة العز والكرامة في سوريا”.

حاورتهم: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى