حورات خاصة

حركة طالبان تكشف أبرز السيناريوهات المحتملة بأفغانستان.. وخبير دولي يتحدث عن خفايا الصراع

استطاعت حركة طالبان فرض سيطرتها على مواقع واسعة من أفغانستان، عقب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” والولايات المتحدة الأمريكية منها بعد 20 عاماً من الحرب.

وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون للمشهد في أفغانستان أن الوضع يتعقد عسكرياً، يتجهز كل من وفد طالبان و الجانب الحكومي لإجراء محادثات جادة للسلام.

للوقوف على المشهد الحالي في أفغانستان، أجرت وكالة “ستيب الإخبارية” حواراً خاصاً مع الدكتور محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان من الدوحة، وهاشم وحدتيار، محلل العلاقات الدولية من العاصمة واشنطن.

حركة طالبان
حركة طالبان تكشف أبرز السيناريوهات المحتملة بأفغانستان .. وخبير دولي يتحدث عن خفايا الصراع

حركة طالبان تسيطر على 80% من أفغانستان

يقول المتحدث باسم الحركة: “في الآونة الأخيرة مع انضمام غالبية المديريات إلى المجاهدين، يمكن القول بأن أكثر من 80% بات تحت سيطرتنا؛ وذلك بناءً على تقارير سابقة لبعض المنظمات العالمية التي كانت تقول بـ 70% من الأراضي تحت سيطرتنا”.

ويضيف: “علماً بأن غالبية هذه المديريات كانت تحت سيطرة المجاهدين ما عدا مراكزها والآن انضمت المراكز أيضاً إلى المجاهدين؛ لذلك لا تبدو هناك زيادة ملفتة للنظر في المئوية”.

وفيما يتعلق بأبرز المناطق الاستراتيجية التي سيطرت عليها الحركة، نعيم يقول: “من أهم تلك المناطق المتاخمة للحدود أو بعبارة أخرى المعابر، لعلكم سمعتم بأن معبر شير خان بندر مع طاجيكستان، و تور غندي مع تركمنستان في شمال. وإسلام قلعة مع إيران و سبین بولدک مع باکستان في الغرب و الجنوب”.

رفع حركة طالبان عن القائمة السوداء

وحول ورود أنباء عن مساعٍ روسية وقطرية لرفع اسم الحركة عن القائمة السوداء، أكد المتحدث باسم طالبان: “للمعلومة أن الإمارة الإسلامية ليست ككل في أي قائمة سوداء، إلا أن أسماء بعض أعضاءها في القوائم السوداء”.

ويواصل حديثه: “رفع أسماء قادة المجاهدين من القوائم بند من بنود اتفاقية الدوحة؛ لذلك فهي مسؤولية الجميع وبالأخص الولايات المتحدة، عليها أن توفي بوعدها و تلتزم بتعهداتها”.

ليس هناك خطر على أفغانستان!

المتحدث باسم حركة طالبان، يقول: “حوالي خمسين دولة كانت منذ عشرين سنة هنا في أفغانستان، و قد وصل عدد جنودها إلى 150 ألف جندي، وكانت معهم آلاف الدبابات و الطائرات والصواريخ و الأسلحة المتطورة، وقد استخدمت كل ما كانت تملك حتى أم القنابل”، متسائلاً “ولكنها في النهاية ماذا كانت النتيجة؟”.

وبحسب نعيم “ليس هناك أي خطر من قبل أفغانستان لأي أحد”، قائلاً: “نحن موقفنا أننا لا نسمح لأحد باستخدام أراضينا ضد أمن أية دولة، كما لا نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا؛ التدخل في شؤوننا لا يحل المشاكل بل سيزيدها”.

ويؤكد: “نحن لا نتوقع التدخل في شؤوننا. ينبغي الاستفادة من التجارب الماضية وعدم تكرار التجارب الفاشلة”.

السيناريوهات المحتملة في أفغانستان

نعيم، يقول: “نحن نتوقع أن يتحسن وضع أفغانستان يوماً بعد يوم مع انسحاب القوات الأجنبية و بالفعل قد تحسن، وفي النهاية سيتمتع الشعب بالحرية والاستقلال”.

ويكمل: “كما نتوقع أن يجتمع الأفغان فيما بينهم ونحن نرحب بالجميع لنجلس حول الطاولة ونحل المشاكل من خلال الحوار، ونصل في النهاية إلى نتيجة تكون في خير البلد والشعب، ونعمل سوياً للازدهار والرقي والسلام المستدام”.

الولايات المتحدة لن تنسحب من أفغانستان

يقول هاشم وحدتيار محلل العلاقات الدولية الأفغاني من العاصمة واشنطن، تعليقاً على سؤالنا حول ما إذا كان الوضع سيكون مقلقاً للجيش الأفغاني مع انسحاب كامل للقوات الأمريكية: “أولاً، على الرغم من إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستنسحب بحلول 31 أغسطس، فإن الولايات المتحدة لن تنسحب بالكامل. سيبقون لمحاربة الإرهاب”.

ويضيف: “في الواقع، أدى تقدم طالبان إلى تفاقم الوضع. إذا بقيت الولايات المتحدة في أفغانستان، وأنا واثق من أنهم سيفعلون ذلك، فلن تنهار الحكومة الأفغانية”، متابعاً “إذا انسحبت الولايات المتحدة، يمكن للجيش الأفغاني الدفاع عن نفسه لبضع سنوات. بعد ذلك، ستنتصر حركة طالبان المدعومة من باكستان”.

ضرب حركة طالبان من قواعد أمريكية بالخليج

نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إنَّ واشنطن تخطط لضرب أي خطر في أفغانستان من قواعدها في الخليج، ردّاً على هذا السؤال أوضح وحدتيار: “أعتقد أن واشنطن ستستخدم أي وسيلة ممكنة لضرب أي تهديد للأمن القومي للولايات المتحدة، بما في ذلك القاعدة والدولة الإسلامية في أفغانستان”.

ويواصل حديثه: “إذا لم يكن هناك مكان آخر، فقد تستخدم الولايات المتحدة قواعدها في الخليج”.

الحرب مستمرة

وحول أبرز السيناريوهات المحتملة في أفغانستان؟ أكد المحلل الأفغاني أن “الحرب العنيفة مستمرة منذ عدة سنوات، باستثناء العام الماضي بعد توقيع الولايات المتحدة وحركة طالبان على اتفاق سلام في قطر في فبراير 2020. وأسفرت الاتفاقية عن خفض العنف لمدة 14 شهرًا وانتهت في الأول من مايو 2021”.

وأضاف: “وأساليب العنف تتغير. في السابق، اعتادت حركة طالبان على تنفيذ هجمات انتحارية وهجمات معقدة وتفجير شاحنات مفخخة في العاصمة (كابول) والمناطق الحضرية. ومع ذلك، فقد غيرت طالبان الطريقة. لقد كانت تحتل المقاطعات وتتعدى عليها، وتستهدف عمليات القتل في كابول. وتشمل عمليات القتل المستهدفة الطيارين الأفغان الذين يقصفون طالبان، ومن الصعب على الجماعة أن تدافع عن نفسها من القوات الجوية الأفغانية”.

حاورتهما: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى