حورات خاصة

هل تحسم معركة مأرب مصير الحرب في اليمن.. ولماذا تصر ميليشيا الحوثي الاستمرار فيها رغم خسائرها الفادحة!؟

تبرز محافظة مأرب شمال شرق اليمن، ساحة معركة مفصلية بين قوات الجيش اليمني وميليشيا الحوثي، ونتائجها ستشكل تحولاً نوعياً في مسار الحرب أو السلام.

وعلى مدار أشهر من المعارك المحتدمة في مأرب بين الطرفين المذكورين، تشير الأرقام و الإحصائيات إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف ميليشيا الحوثي، التي تحاول جاهدةً السيطرة على المحافظة القريبة جغرافياً من العاصمة صنعاء الخاضعة لها وكونها آخر معاقل الحكومة اليمنية شمالي البلاد.

ومنذ شهر فبراير/ شباط العام الجاري، تتصدر معركة مأرب أولويات اليمن والمجتمع الدولي، الذي ينظر إلى هجوم الحوثيين كمعرقل لجهود إنهاء الحرب، لكنه لم يتخذ في الوقت ذاته خطوات حاسمة كما حدث في معركة الحديدة عام 2018.

المشهد في اليمن عسكرياً وسياسياً لا يزال يلفه الكثير من الغموض، للوقوف عليه حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” كل من العميد الركن والخبير العسكري اليمني ثابت حسين، والمحلل السياسي والمدير التنفيذي لمنظمة اليمن أولاً عبدالكريم الأنسي.

مأرب
هل تحسم معركة مأرب مصير الحرب في اليمن.. ولماذا تصر ميليشيا الحوثي الاستمرار فيها رغم خسائرها الفادحة!؟

الجبهات الساخنة في اليمن

يقول الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين، إنَّ أبرز الجبهات الساخنة في اليمن، هي: مأرب، الضالع، جبهة الساحل الغربي، شبوة وأبين.

ويضيف: “مأرب لأنها منطقة نفطية ولأنها آخر معقل فيها سلطة ما محسوبة لشرعية الرئيس هادي في الشمال، أما الضالع (بواب الجنوب ناحية الشمال) فـ لأنها الجبهة الوحيدة الصامدة التي لم يستطع الحوثيون اختراقها رغم فارق موازين القوى لصالحهم.

أما جبهة الساحل الغربي، فـ لأنها تمتد من باب المندب جنوباً مروراً بتعز وانتهاءً بالحديدة، الميناء الرئيسي للشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون.

أما شبوة؛ فلأنها محافظة نفطية جنوبية وقعت تحت سيطرة قوات موالية للإخوان تحت مظلة الشرعية خلال أغسطس 2019، ومنها يحاول الإخوان والحوثيون السيطرة على حضرموت الغنية والأكبر مساحةً. في حين أن أبين وخاصةً منطقة الشقرة الساحلية فلأنها خط التماس بين القوات الجنوبية وقوات الشرعية المسيطر عليها من قبل الإخوان”.

ويتابع حسين القول: “إجمالاً تعتبر صنعاء والحديدة ومأرب أهم الأهداف الاستراتيجية شمالاً وكذلك عدن وشبوة وحضرموت جنوباً، غير أن المسرح الرئيس للحرب كان ومازال في الجنوب”.

هدف ميليشيا الحوثي من السيطرة على مأرب

وحول الأهمية الاستراتيجية لمأرب وماذا تعني سيطرة الحوثي عليها، قال الخبير العسكري: “مأرب هي المحافظة الغنية بالنفط شمالاً وهي آخر منطقة توجد فيها سلطة للشرعية، وكمحافظة كانت محررة عام 2016، ولكن بعد ذلك سيطر الحوثيون على معظم مديرياتها ولم يتبقى مع الشرعية سوى مأرب المدينة وحقول صافر النفطية ووادي مأرب، ويحكم الحوثيون حصاراً محكماً على ما بقي منها”.

دلالات خسائر الحوثي

يرى حسين أن تزايد خسائر الحوثيين بشرياً ومادياً يدلّ على “حجم التفوق الناري التدميري للتحالف”، مضيفاً “أما الحوثيون فلا يهتمون بهذه الخسائر طالما وهم يتقدمون على الأرض ويسيطرون على مواقع جديدة كانت تحت سلطة الشرعية”.

وبحسب العميد الركن، فإن حسم معركة ما بقي من محافظة مأرب يمكن أن يشكل “تحولاً نوعياً في مسار الحرب أو السلام”، قائلاً: “وفي ضوء قراءة مسار الحرب خلال السنوات الماضية وخارطة السيطرة لكل من الشرعية والحوثيين فإن الحسم لصالح الشرعية مستبعد إذا ما ظل الحال كما كان”.

دور حزب الله في معارك اليمن

وفيما يتعلق بالدعم الذي يقدمه حزب الله اللبناني لميليشيا الحوثي، أكد حسين: “لا شك في تدخل حزب الله ودوره الفعال لصالح الحوثيين، شأنه شأن إيران التي تدعم الحوثيين بكل الوسائل سرّاً وعلانيةً”.

ويضيف: “ومن غير المستبعد وجود دعم سري أو إعلامي ودبلوماسي من أطراف أخرى نكايةً بدول التحالف وخاصة السعودية والإمارات”.

اليمن أمام ثلاثة سيناريوهات

الخبير العسكري اليمني يشير إلى أن البلاد أمام 3 سيناريوهات: الأول قيام التحالف بتغييرات جوهرية في سياساته تجاه الشرعية وتجاه القوة الحليفة له الفاعلة على الأرض في الجنوب وجبهة الساحل الغربي وغيرها.

السيناريو الثاني، تدخل إقليمي فاعل(مصري على سبيل المثال) يحدث تحولاً نوعياً لصالح التحالف ويضعف الحوثيين أو يهزمهم.

السيناريو الثالث، بقاء الوضع على ما هو عليه بنفس السياسات والآليات، وهذا سيؤدي إلى سيادة وسيطرة الحوثيين على الشمال كله والانتقال إلى حرب طاحنة يين الشمال أو الجنوب”.

المعركة الحقيقية بدأت في اليمن

إلى ذلك، يقول المحلل السياسي اليمني عبدالكريم الأنسي: “الوضع خلال الـ48 ساعة، نستطيع القول إن المعركة الحقيقية بدأت تجاه استعادة الجمهورية اليمنية من ميليشيا الحوثي باستراتيجية عسكرية بحتة وعمليات ومعلومات دقيقة تراكمت خلال الفترة الماضية مع طريقة القتال لدى الحوثيين كحرب عصابات”.

ويضيف: “وإن لم يتدخل المجتمع الدولي المتماهي مع تلك العصابات واستمرارها وبنفس الوتيرة والدعم والتنسيق المشترك، فسوف يتم تحرير اليمن خلال الستة الأشهر القادمة بإذن الله”.

الحوثي خارج قوائم الإرهاب

وفيما يتعلق بعدم إعادة إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب، يؤكد الأنسي أن “عدم إعادة إدراج الميليشيا هو سقوط أخلاقي وإنساني من المجتمع الدولي تجاه الشعب اليمني، وعبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، وثقت بعض جرائم الميليشيا”.

ويتابع: “لا توجد جريمة إبادة أو تهجير أو قتل أو سجن أو مصادرة أموال المواطنين أو إعدامات جماعية أو تجنيد أطفال أو هتك أعراض النساء أو تهديد الأمن والسلام الدولي إلا وارتكبتها هذه الميليشيا كداعش وطالبان إن لم تفوقهما، ومع ذلك قام بايدن بعد توليه حكم أمريكا بإلغاء الميليشيا من قوائم الإرهاب”.

لمن ستحسم معركة مأرب!؟

يتوقع المحلل السياسي أن السيناريوهات المتوقعة هي النصر للشعب اليمني، لأنه “شعب كريم لا يقبل الضيم وإذا عدنا لآلاف السنين إلى الوراء، فإننا نجد أن هذه الميليشيات تأتي إلى اليمن كل مئتي عام وتقتل وتستمر بذلك لما يصل من 5 إلى 8 سنوات، ولكن يتم خلعها لأن اليمني حر ولا يقبل بثقافة السيد وثقافة العبد، ولأننا جميعاً مواطنون متساوون بالحقوق والحريات. أما أن يأتي من يحكم بأمر الله وابن رسول الله يسلب ويأسر ويقتل فهذا الكلام مرفوض لأنهم لا يريدون دولة وفي الأصل ليسوا يمنيين”.

ويؤكد الأنسي أن “معركة مأرب ستحسم لصالح الشرفاء والوطنيين وأبناء اليمنيين الأحرار”.

شرط الحوثي يعرقل السلام

وحول سبب عدم التوصل إلى حل حتى الآن في اليمن، يقول الأنسي: “ذهبنا مع كافة الأطراف ومع هذه الميليشيات حتى الآن إلى حدود عشرين عاصمة عربية ودولية، سواءً أأُعلن عن تلك الزيارات والمباحثات أو لم تعلن.

ولكن للأسف الشديد أول شرط للحوثي هو أن يسيطر على الأرض اليمنية بالكامل ثم يبدأ التفاوض هذا هو مبدأ الميليشيا.

كل المبادرات وكل الزيارات المكوكية للمبعوثين الأممين والأمريكيين والأوروبيين، التي ترونها جميعاً تتكرر كل شهر دون جدوى دون حل حقيقي دون إيقاف هذا النزيف. هم دائماً يدخلون بتفاصيل كمان نعلم السياسة الإيرانية كلها تفاصيل وإذا وقعت مع جناح يأتي جناح آخر منهم وينسف الاتفاق الأول، وهذا كله معروف وهو أنهم لا يريدون السلام ولا هم أهل للسلام، بل هم مجرد أداة بيد إيران والتي تضغط بها”.

وختم المدير التنفيذي لمنظمة اليمن أولاً، حديثه قائلاً: “يعدّ الحوثيين الذين يتخذون صنعاء معقلاً رئيسياً، لدى النظام الإيراني في الوقت الحالي أهم من الإيرانيين أنفسهم”.

حاورتهما: سامية لاوند

الحوثيين 2
هل تحسم معركة مأرب مصير الحرب في اليمن.. ولماذا تصر ميليشيا الحوثي الاستمرار فيها رغم خسائرها الفادحة!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى