حورات خاصة

ما سرّ تقدم حركة طالبان السريع وهل تتفرد بحكم أفغانستان وتعلن الإمارة الإسلامية فيها!؟

باتت حركة طالبان تحكم سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة الأفغانية، في وقت لا تبدي فيه أي مؤشر إلى رغبة إبطاء هذا التقدم، حيث تواصل زحفها نحو كابل مع سقوط الولايات بسرعةٍ غير متوقعة واحدة تلو الأخرى، معظمها دون قتالٍ أو حرب.

ومثلت خسارة قندهار ضربةً قوية للحكومة الأفغانية، حيث تعدُّ الولاية معقل طالبان التي ظهرت في عام 1994، وسط فوضى الحرب الأهلية وسيطرت على معظم البلاد من عام 1996 إلى عام 2001.

ويأتي كل هذا وسط تقديرات المخابرات الأمريكية بسيطرة الحركة على العاصمة خلال مدّة أقصاها ثلاثة أشهر، في وقت تستمر المفاوضات بالعاصمة القطرية الدوحة في محاولةٍ لإقناع الطرفين بخفض العنف وتحقيق سلامٍ عاجل.

هل ستعلن حركة طالبان الإمارة الإسلامية مع سيطرتها على كابل وتتفرد بحكم أفغانستان وما سرّ تقدمها السريع في البلاد وسبب تخوف الدول من تقدمها وأبرز التغيرات التي طرأت على الحركة ما بين تسعينيات القرن الماضي واليوم سياسياً وعسكرياً، للوقوف على كل هذه الأسئلة حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الدكتور محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان من الدوحة.

حركة طالبان
ما سرّ تقدم حركة طالبان السريع وهل تستفرد بحكم أفغانستان وتعلن الإمارة الإسلامية فيها!؟

ما هدف حركة طالبان من الوصول إلى كابل!؟

يقول الدكتور محمد نعيم: “بالنسبة للوصول إلى العاصمة، في الحقيقة هدفنا ليس السيطرة على المناطق والولايات، بل هدفنا هو مصير الشعب”، مضيفاً “كما تعرفون الإدارة الحالية إدارة فاسدة وغارقة في الفساد إلى أخمص قدميها، وهذه بشهادة من المجتمع الدولي؛ لذلك الشعب لا بدّ أن يكون له مصير ويقرر مصيره. وهذا هو الهدف الحقيقي”.

وفيما يتعلق بإعلان الإمارة الإسلامية وإذا ما كانت طالبان تنوي التفرد بالحكم، أوضح المتحدث باسم الحركة أن “نوع الحكم والنظام يتعلق بالأفغان”، قائلاً: “ونحن الآن جالسون في الدوحة حول الطاولة، نريد أن نصل من خلالها إلى تفاهم مع الأطراف منها نوعية النظام وكيف سيكون الحكم، والحوار هو أولويتنا و ترجيحنا للوصول إلى هذه القرارات”.

مخاوف من سيطرة حركة طالبان على كابل

أبدت عدّة دول أوروبية مخاوفها من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية، بعضها طالبت رعاياها بمغادرة البلاد.

تعليقاً على تلك المخاوف، أكد نعيم: “في الحقيقة المخاوف و التخوفات موجودة في كل مكان فيه حرب وهذا أمر طبيعي، نحن لا نستطيع أن نقول بأن تكون هناك حرب وألا يتخوف أحد”.

وأضاف: “ولكن فيما يتعلق بنا، فنحن نطمئن الجميع بأنه لن يكون هناك من قبلنا أي مشكلة لأي أحد وبالخصوص الهيئات الدبلوماسية والموظفون في السفارات وغيرها من المؤسسات الخيرية”.

ومضى في القول: “نحن من مسؤوليتنا فيما يتعلق بالمناطق التي هي تحت سيطرتنا أن نضمن لهم تأمين الوضع والبيئة الآمنة”.

القيادة الإسلامية لأفغانستان

شددت الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة احترام حقوق الإنسان لرفع العقوبات عن الحركة وتقديم المساعدات.

المتحدث باسم الحركة، ردّ على تصريح واشنطن، قائلاً: “بالنسبة للعقوبات ليس هناك عقوبات على الإمارة الإسلامية بشكل عام أما بعض القادة الكبار فهناك بعض العقوبات عليهم، وجاء في الاتفاقية بأنه لابدَّ من أن ترفع لكن للأسف إلى اليوم لم ترفع”.

وواصل كلامه: “نحن مسلمون والحمد لله والإسلام هو أحسن من احترم حقوق الإنسان، و ملتزمون بحقوق الإنسان في ظلّ الشريعة الإسلامية والحقوق التي أعطاها الإسلام للإنسان أفضل وأحسن من غيرها”، متابعاً “إذن لن تكون هناك أي مشكلة”.

ما سرّ تقدم حركة طالبان بسرعة وما سبب قلق روسيا والصين من ذلك؟

أعلنت كل من روسيا والصين بشكلٍّ صريح عدم اعترافهما بأي حكومة ستصل إلى السلطة بالقوة في أفغانستان في ظل تقدم حركة طالبان وسيطرتها على مناطق شاسعة.

نعيم يقول: “القضية قضية الوصول إلى السلطة بالقوة. كما تعرفون الشعب يؤيد الإمارة الإسلامية وهناك خير شاهد على الوضع الحالي، هل من الممكن للإمارة الإسلامية من السيطرة على تلك المناطق الشاسعة الواسعة بالقوة!؟ والحال أن أسباب القوة مع الطرف الآخر أكثر بكثير مما عندنا من خلال النوع والكم والكيف”.

وأضاف: “الطرف الآخر لديه الطائرات والدبابات والأسلحة المتطورة والتقنية، أما عندنا فالوسائل بسيطة جداً ومن ثم تشاهدون أحياناً أن أحياء عدة تنضم خلال اليوم الواحد إلينا أو تسيطر الإمارة الإسلامية على ثلاث ولايات، إذن هذا الأمر بات واضحاً للجميع من أن القوة ليست كافية، إنما الشعب هو المهم والشعب معنا وهو يريدنا لذلك يستقبلنا في الولايات، وكما تشاهدون الفيديوهات فالناس يخرجون صغاراً وكباراً لاستقبال المجاهدين ترحيباً بهم”، قائلاً: “إذن القضية ليست قضية الوصول إلى السلطة بالقوة أو السيطرة بالقوة”.

طالبان بين تسعينيات القرن الماضي واليوم

وفيما يتعلق بأبرز التغيرات التي طرأت على الحركة منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم سياسياً وعسكرياً، أشار السياسي إلى أن “الأصول ثابتة لا يمكن التغيير فيه، أما التعامل مع الوضع والبيئة والتعلم من التجارب فهذا أمر طبيعي”.

وأردف القول: “أي إنسان يتعلم ومن الممكن أن تتغير حياته من يوم إلى آخر، وهذا التغيير شمل جميع العالم فعندما ننظر إليه قبل عشرين سنة كان الوضع بشكل والآن تغير تماماً، حتى الدول المتقدمة تغيرت من خلال التقنية والتعامل وهذه الأمور”.

وتابع: “التعامل مع البيئة والوضع هذا أمر طبيعي أن يكون فيه تغيير، لا يمكن أن يكون التعامل في جميع الأحوال أو في جميع الأمكنة بشكل واحد، لأن الأمور تتغير والحياة تتغير يوماً بعد يوم، وبالطبع الإمارة الإسلامية تنقلت بين تجارب كثيرة وهذا أمر طبيعي”.

وأضاف: “الإمارة الإسلامية الآن بعد عشرين سنة، أخذت تجارب و فهمتها وتعلمت منها بمختلف مجالاتها السياسية والعسكرية والاجتماعية وكثير من الأمور التي لم تكن قبل ذلك، إذا فهذا التغيير أمر طبيعي لأي إنسان مهما كان متطوراً ومتقدماً”.

حركة طالبان تطمئن المجتمع الدولي

بماذا تطمئن المجتمع الدولي، ردّاً على هذا السؤال قال المتحدث باسم حركة طالبان: “نحن طمئنا المجتمع الدولي أكثر من مرة ونطمئنهم مرةً ثانية بأن أفغانستان ستكون مسالمة إن شاء الله في المستقبل وسيكون فيها أمن وأمان ولن تكون هناك أي مشكلة لأفغانستان على أي دولة جارة أو غير جارة”.

ومضى في كلامه: “الإمارة الإسلامية في أفغانستان لا تسمح لأي أحد أن يستخدم أراضي أفغانستان ضد أمن أي دولة، ونحن أيضاً نطلب من المجتمع الدولي أن يساعد الشعب الأفغاني في مشاكل كثيرة عاناها منذ أربعين لثماني وأربعين سنة”.

وواصل: “هناك حرب والشعب يحتاج إلى الكثير من المساعدات، وللأسف عشرين السنة الماضية جاء فيها كثير من المساعدات المالية وغيرها، ولكن ذهبت هباءً منثوراً إلى جيوب بعض الأشخاص المعينين ولم يكن كما كان من المتوقع أن يخدم الشعب ويكون في خدمته. الشعب يحتاج إلى المساعدة في جميع المجالات منها الصحي والتعليمي والاجتماعي وغيرها”.

وختم الدكتور محمد نعيم حديثه، قائلاً: “نحن نطلب من المنظمات الدولية أيضاً والدول الإسلامية بشكل خاص وغيرها من الدول الجارة وغير الجارة بدول المنطقة أن يكون لهم دور إيجابي في أفغانستان وعلى الشعب الأفغاني”.

حاورته: سامية لاوند

حركة طالبان
صورة تعبيرية للمتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الدكتور محمد نعيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى